تونس 19 مارس 2011 (وات)- اكدت السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية خلال زيارتها إلى تونس أن بلادها تقف في هذا المنعطف التاريخي إلى جانب الشعب التونسي في تطلعه إلى إرساء نظام ديمقراطي تعددي وإلى الحرية والكرامة والتنمية المتوازنة بين الجهات وابرزت عزمها على تقديم الدعم اللازم لتونس لإنجاح العملية الانتخابية القادمة تكريسا لمسار الانتقال الديمقراطي. ونوهت خلال المقابلات التي أجرتها مع رئيس الجمهورية الموءقت والوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية بالحكومة الموءقتة بالثورة التونسية التي قالت "انها ألهمت حراكا ديمقراطيا غير مسبوق في المنطقة". كما أبدت كلينتون، وفق بيان لوزارة الشوءون الخارجية التونسية حول نتائج زيارتها الى تونس، تفهم الإدارة الأمريكية للتحديات التي تواجهها تونس خصوصا في ما يتعلق بالتشغيل والتنمية في المناطق الداخلية موءكدة أن بلادها منكبة، حاليا، على وضع برامج لمساعدة تونس على الاستجابة لمتطلبات المرحلة. واضافت انه سيتم احداث آليات جديدة لدعم المسيرة التنموية بتونس، من ذلك إنشاء صندوق خاص بتونس لبعث الموءسسات وتمويل مشاريع تنموية عن طريق آلية "حساب تحديات الألفية" الذي أصبحت تونس موءهلة للانتفاع بهباته بفضل تكريس الثورة التونسية للحريات وحقوق الإنسان. واشار البيان الى ان وزيرة الخارجية الامريكية اكدت خلال لقاءاتها بالمسؤلين التونسيين ضرورة العمل على توفير مزيد من فرص التعاون الجامعي والعلمي بين البلدين عبر اسناد منح جامعية جديدة، علاوة على الترفيع في حصة تونس في الهجرة إلى بلادها. كما تناولت المباحثات اهمية دفع الاستثمار خصوصا في القطاعات التكنولوجية ذات القدرة التشغيلية لأصحاب الشهائد العليا حيث وقع الاتفاق على تشريك المنظمة الأمريكية للاستثمار الخارجي في وضع استراتيجية عمل ترتكز على عدة آليات من بينها إسناد قروض ميسرة للمؤسسات الصغرى والمتوسطة وتوفير ضمانات للمستثمرين الأمريكيين لتشجيع الانتصاب في تونس ووضع خطة تسويق وتعريف بمزايا الاستثمار في تونس. وقد أبدت هيلاري كلينتون اهتماما بالغا بالمقترحات التي قدمتها تونس للمساهمة في إيجاد حلول لمشكلة البطالة خاصة في صفوف حاملي الشهائد العليا ومشكلة التنمية في المناطق الداخلية مشددة على أن بلادهاالتي "تعول على نجاح التجربة الديمقراطية السلمية في تونس حتى تكون مثالا ناجحا، ستدرس بإيجابية جميع المقترحات وستعمل على توفير الموارد اللازمة لتجسيدها". واشارت في سياق متصل الى أن وفدا من رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين سيوءدي زيارة إلى تونس في المستقبل القريب. وبخصوص الأوضاع في ليبيا، اوضحت وزارة الشوءون الخارجية في بيانها ان المحادثات التونسيةالامريكية وخلافا لما ذهب إليه بعض المحللين السياسيين، لم تتطرق مطلقا إلى أي مسائل تتعلق بالتدخل العسكري في ليبيا بل تركزت حول ضرورة العمل من أجل وضع حد للعنف وحقن دماء الشعب الليبي ومساعدته على استرجاع الأمن والسلام في إطار سيادته ووحدته الوطنية، بالإضافة إلى مضاعفة الجهود للتعامل مع الجانب الإنساني على الحدود التونسية الليبية. وذكرت كلينتون في هذا الاطار بالمساعدة التي قدمتها بلادها لجهود الإغاثة الدولية على الحدود التونسية الليبية قصد تخفيف العبء الذي يشكله توافد أعداد كبيرة من اللاجئين على المناطق الحدودية بالجنوب التونسي منوهة بروح التضامن والتآزر التي أبداها الشعب التونسي مع اللاجئين الوافدين من ليبيا رغم الظروف التي تمر بها بلادهم.