قمرت 22 مارس 2011 /وات/ قال الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون إن //الشعب التونسي الشجاع يحتل اليوم موقع الريادة في صنع الأحداث الحاسمة التي تهز المنطقة العربية// مبينا أن معركة //الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية" التي يخوضها شعب تونس //معركة يتردد صداها اليوم عبر العالم أجمع//. وأكد خلال لقاء مع ممثلي المجتمع المدني التونسي انتظم عشية اليوم الثلاثاء في قمرت وضم عددا من الطلبة والشباب والجامعيين ومناضلي حقوق الإنسان أن عملية الانتقال الديمقراطي التي يقودها الشعب في تونس تسلك طريق النجاح مضيفا أن المهم هو أن الشعب التونسي هو الذي اختار هذه الطريق عبر وفاق سلمي وأضاف أن الأممالمتحدة ستسهم في دعم عملية الانتقال الديمقراطي لا فقط عبر مساعدة الحكومة وإنما أيضا من خلال الوقوف إلى جانب مجمل مكونات المجتمع المدني. وفي حديثه عن التضحية التي قدمها المرحوم محمد البوعزيزي اعتبر بان كي مون أن القصة المأساوية للبوعزيزي تعد مصدر إلهام لأنها كانت المنطلق والباعث على أحداث وتطورات استثنائية. وبخصوص دور المجتمع المدني لاحظ المسؤول الأممي أن تونس تملك مقومات هامة باعتبارها تمثل ملتقى حضارات وثقافات وبوابة كبرى للتواصل والتجارة ويمكنها أن تستلهم من تاريخها الحكمة التي تمكنها من بلوغ المنشود. ولدى تطرقه إلى المسار السياسي أكد الأمين العام للمنتظم الأممي أن تونس تملك اليوم خارطة طريق واضحة المعالم مبينا أن البلاد بصدد بناء لبنات جديدة في الصرح الذي يكفل إجراء انتخابات شفافة وحرة. وأوضح أنه ضمن هذا الأفق ليس هناك طريق واحدة لتأمين الانتقال الديمقراطي ذلك أن عمليات الانتقال الناجحة تشترك في جملة من الخصوصيات يمكن اختزالها في ثلاثية /الوفاق والتنازل والإجماع/ مضيفا أنه من الحيوي الشروع بصورة موازية في نقاشات لا إقصاء فيها بين أوسع مكونات المجتمع المدني والمجتمع بصورة عامة. على صعيد آخر أبرز السيد بان كي مون الدور الطلائعي الذي يجب أن تضطلع به المرأة والشباب في مسار اتخاذ القرار من أجل تعزيز ضمانات نجاح التجربة الديمقراطية. وبشأن دور الأممالمتحدة أكد بان كي مون أن المنظمة مستعدة لمساعدة تونس مستقبلا في مجالات التنمية وإحداث مواطن الشغل وتنظيم الانتخابات موضحا في هذا المضمار أن الأممالمتحدة راكمت تجارب وخبرات ومهارات على مدى ال55 سنة الماضية في هذه المجالات وأن مساهمتها في هذه المجالات، على تواضعها، تظل "ثمينة". ولم يغفل في هذا السياق التذكير بأن المرحوم الهادي العنابي الذي يعد من الديبلوماسيين التونسيين المرموقين قد وافته المنية خلال زلزال هايتي وهو يؤدي آنذاك مهمة أممية تتنزل في نفس الإطار. من جانبهم أثار ممثلو تنظيمات المجتمع المدني جملة من المشاغل والمحاور المتصلة بالديمقراطية وحرية التعبير والثورة التونسية من خلال جملة من الأسئلة الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وأوضح بان كي مون تعقيبا على هذه التدخلات أن الأممالمتحدة تدعم المسار الانتخابي في تونس وستساعدها على انتخاب مجلس تأسيسي وعلى وضع دستور جديد يكون الأرضية لإجراء انتخابات حرة وشفافة. ولاحظ أن الأممالمتحدة تعتزم إرسال مجموعة من الخبراء إلى تونس وذلك بالتوازي مع تقديم مساعدة مالية ضرورية لإجراء الانتخابات. وأكد بان كي مون الذي قال إنه شديد الإعجاب بالرؤى التي يحملها الشباب التونسي الذي التقى العديد منهم اليوم أن الشباب يعد رمز المستقبل وصانع الغد. وإجابة على استفسار حول تأثير القوى الكبرى على القرارات الأممية أفاد بان كي مون أن البلدان الصغيرة وهي تمثل 100 بلدا من مجموع 192 دولة أعضاء في الأممالمتحدة لها تأثير ملموس سيما على مستوى الجمعية العمومية. وأضاف أن الأممالمتحدة مثلما تنصت إلى القوى الكبرى فإنها تولي كذلك اهتمامها لآراء البلدان الصغيرة التي تتمتع بالعضوية الكاملة صلب المنتظم الأممي. وبشأن غياب تحرك سريع من قبل الأممالمتحدة بخصوص قضايا العالم العربي لاحظ بان كي مون أنه بالنسبة للحالة الليبية ردت الأممالمتحدة الفعل بسرعة مدعومة بالجامعة العربية وتحركت من أجل الدفاع عن الحقوق الإنسانية للمدنيين الذين يواجهون الخطر. وحول القضية الفلسطينية قال إن الأممالمتحدة فاوضت خلال العدوان على غزة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار ويسرت وصول المساعدات الإنسانية لفائدة الشعب الفلسطيني سيما عبر الوكالة الأممية لغوث اللاجئين وهي مساعدة على تواضعها تظل حيوية بالنسبة للسكان المدنيين لقطاع غزة. وجدير بالتذكير أن الأمين العام للأمم المتحدة كان له وبصفة رمزية عشية اليوم في ختام هذا الحوار لقاء مع عدد من أعضاء عائلة المرحوم محمد البوعزيزي.