تونس 23 مارس 2011 (وات) - حطت، فجر الأربعاء، بمطار تونسقرطاج الدولي، طائرة الخطوط التونسية الخاصة التي تقل على متنها طاقم الباخرة التونسية "حنبعل 2 " والتي تم تحريرها يوم الخميس 17 مارس 2011. وكان قد تم الإفراج عن الباخرة وطاقمها البالغ 32 شخصا من بينهم 22 تونسيا بعد نجاح المفاوضات التي قادتها الحكومة التونسية مع القراصنة الصوماليين بعد دفع الفدية لهم. ويجدر التذكير أن الحكومة التونسية كانت قد أشرفت إلى جانب الحكومة الفرنسية على مختلف مراحل المفاوضات مع القراصنة الصوماليين الذين اختطفوا السفينة منذ 4 أشهر. وأعرب السيد ياسين ابراهيم، وزير النقل والتجهيز، لدى وصول طاقم السفينة قادما من جيبوتي، عن شكره للجهود التي بذلتها وزارتا الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشركة المالكة للسفينة طيلة فترة المفاوضات مشيدا في هذا الاتجاه بنجاعة التنسيق بين مختلف الأطراف المتدخلة. وحيا الوزير بالمناسبة عائلات طاقم السفينة على تفهمها للوضعية خلال فترة الاحتجاز بما مكن من تسهيل المفاوضات مع القراصنة مبينا أهمية التعاون مع الحكومة الفرنسية التي أتاحت الدعم اللازم للإفراج عن المحتجزين من طاقم السفينة. وعلت وجوه أهالي الرهائن المحررين بشائر الفرح، وقالوا أنهم "كانوا ينتظرون بفارغ الصبر هذه اللحظات التي جمعتهم من جديد بذويهم". ورفع الأهالي في استقبال ابنائهم، الإعلام الوطنية ولافتات كبرى تشيد بثورة 14 جانفي 2011، والتي اعتبروها منعرجا حاسما وحدثا تاريخيا ساهم بشكل كبير في تحرير الطاقم من القراصنة. ووصف "لطفي ماجري" أحد أفراد طاقم باخرة "حنبعل 2" المحرر ظروف احتجازهم بالصومال "بالكارثية" خاصة في ظل عدم توفر المواد الأساسية بالشكل اللازم مما أدى إلى تدهور صحة بعضهم خلال فترة الاحتجاز، معربا في هذا السياق عن أمله في أن يتسلموا التعويضات التي وعدهم بها صاحب السفينة في أقرب الآجال. ومن جهته قال "الطيب الغودي"، الذي كان ضمن المحتجزين أيضا، انه إلى جانب الوضعية الصعبة التي مروا بها فان القراصنة الصوماليين اعتمدوهم أحيانا كدروع بشرية في الحرب الأهلية الدائرة في الصومال. واعتبر فريد عباس صاحب سفينة"حنبعل 2" من جانبه أن مهمة تحرير الرهائن كانت صعبة نظرا لتصلب مواقف القراصنة في ما يتعلق بالمطالب المادية مبرزا أن الشركة المالكة للسفينة كانت طرفا رئيسيا خلال عملية التفاوض. يذكر أن الباخرة المحررة التي تتصرف فيها شركة " قابس مارين تانكرز"/جي ام تي / وتحمل علم بنما، قد تم اختطافها يوم 11 نوفمبر 2010 في خليج عدن.