الحمامات 27 افريل 2011 (وات)- بمشاركة شخصيات سياسية وحقوقية واعلامية وكفاءات اقتصادية وجامعية من تونس واوروبا افتتحت عشية اليوم الأربعاء بالحمامات الجنوبية اشغال الدورة 14 للمنتدى الدولي السنوي لمجلة "حقائق"، حول موضوع //الثورة التونسية: رهانات الانتقال الديمقراطي ودور المجتمع المدني// واشار وزير الشؤون الخارجية محمد المولدي الكافي لدى افتتاحه المنتدى إلى ان تونس اضحت بفضل نجاح ثورتها الفريدة من نوعها قبلة للعالم، حيث تزورها يوميا شخصيات سياسية وديبلوماسية لرؤية //هذا الانجاز العظيم الغني بمعانيه والمروج لمفاهيم انسانية// افتقدتها شعوب العالم اليوم واضاف ان تونس انضمت بفضل ثورتها الى نخبة العالم المحبة للديمقراطية والطامحة الى ارساء ثقافة مجتمعية قائمة على العدالة والشفافية والتوزيع العادل للثروات بين كافة افراد المجتمع. واكد ان تونس لا تطلب //عوناولا الصدقة// من شركائها في الخارج بل كل ما تطلبه هو //معاملتها على اساس التكافؤ المتبادل// مشيرا الى ان التغيير الذي احدثته الثورة التونسية في عقلية شركائها //يعد بمستقبل اكثر اشراقا للتونسيين//. وعبر وزير الخارجية المجري والضيف الشرفي للمنتدى يانوس مارتونيي عن اعجابه الكبير بشجاعة الشعب التونسي الذي انجز بنسائه ورجاله ثورة هي محل تقدير كل القوى المتمسكة بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية في العالم. واشار الى ان مسار الانتقال الديمقراطي يواجه في تونس كما هو الشان في البلدان التي عرفت ثورات ومن بينها المجر تحديات هامة على غرار تعزيز التعددية والعمل في الوقت ذاته على تحقيق وفاق اجتماعي مؤكدا الحاجة الماسة الى ايجاد التوازنات اللازمة من اجل التعجيل بالاصلاح السياسي مع المحافظة على الاستقرار الذي يحتاجه المجتمع والاقتصاد. ولاحظ ان اوروبا مدعوة الى ان تساهم بكثافة في هذا المسار الانتقالي باعتبار ان انتقال تونس الى الديمقراطية لا يتعلق بها وحدها بل انه يهم كل العالم المرتبط بالعالم العربي داعيا الى ارساء شراكة جديدة بين تونس واوروبا بعيدا عن الحسابات الضيقة والانغلاق وعبر السيد يوسوف اودراقاو المستشار الخاص لرئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية من جهته عن استعداد البنك باعتباره الشريك التاريخي لتونس لمساندة شعبها بدعم برامج تعزيز البنى التحتية والاندماج الاقليمي والحد من الفوارق بين الجهات وفق ما تحدده الحكومة من اولويات. واشار الى ان للبنك ثقة كبيرة في تونس التي تزخر بالكفاءات والتي واصلت رغم ما عاشته من صعوبات في الوفاء بتعهداتها تجاه البنك وهو ما عزز رصيد الثقة الذي تحظى به لدى هذه المؤسسة المالية مؤكدا ان المؤسسة واعية باهمية التحديات التي تواجهها تونس اليوم وهي حريصة على الا تدخر أي جهد من اجل المساعدة على اعادة انعاش الاقتصاد التونسي بما يمكن البلاد من مجابهة التحديات وفي كلمته بين السفير رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي بتونس أدريانوس كوستنجتير أن أكبر تحد يواجهه الانتقال الديمقراطي في تونس هو انتخاب مجلس وطني تاسيسي، مبرزا الدور الموكول لهياكل المجتمع المدني في هذا الشأن واعتبر أن تدعيم الشراكة الاورومتوسطية وتجاوز الحديث عن مسألة الهجرة السرية //التي لا تعدو أن تكون حدثا عارضا فرضته ظروف معينة مرت بها بلدان الضفة الجنوبية لحوض المتوسط// تمثل حجر الزاوية للتعاون المنشود بين بلدان الشمال ونظرائهم بالجنوب مؤكدا أن الاتحاد الاوروبي سيقدم كل الدعم للاقتصاد التونسي ليستعيد عافيته فضلا عن تعزيز شراكته معهافي مجالات السياسة والتعليم ودعمه لمكونات المجتمع المدني التونسي ولاحظت السيدة سهير بلحسن رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الانسان ان التاريخ سجل الثورة التونسية باحرف مشرقة مؤكدة ان الكثير سيبقى لينجز من اجل ان تحقق هذه الثورة اهدافها ومن اجل رفع التحديات المطروحة. واشارت الى ان تونس التي تتطور في مناخ متقلب وتواجه محاولات لتعطيل مسار انتقالها الديمقراطي تحتاج الى ان يعي الغرب ولاسيما الشركاء التقليديين اهمية ما يحدث في جنوب المتوسط مؤكدة ان تونس تحتاج دعما اوروبيا يضاهي ما قدم لاوروبا الشرقية. وابرز غازي بن تونس، ممثل المنظمة العالمية لمكافحة الاتجار غير المشروع، جسامة التاثيرات السلبية المحتملة للثورة على الاقتصاد التونسي وذلك وفق ما اوردته تقارير مؤسسات مالية عالمية مبينا ان المنظمة العالمية تضع على ذمة السلط التونسية كامل خبراتها من اجل المساهمة في ايجاد الحلول العملية الكفيلة بتحقيق الانتقال الاقتصادي السليم. وعبر رئيس الهيئة التنفيذية للمعهد الاوروبي للمتوسط سنان فلورنسا عن اعجابه بالثورة التونسيةالتي ساهمت،عبر ترويجها لمعاني الحرية والديمقراطية، في تغيير المشهد السياسي في كامل الوطن العربي وأسست لواقع جديد يقوم على مبادئ العدالة الاجتماعية والمشاركة في الحياة السياسية والتوزيع العادل للثروات على المواطنين ونبذ الديكتاتورية والتطرف . وكان رئيس المنتدى الدولي لمجلة //حقائق// الطيب الزهار قد بين في كلمته ان هذا الموعد السنوي للمنتدى قد حدد لنفسه منذ سنين هدفا رئيسيا يتمثل في انشاء فضاء لتبادل الافكار والحوار البناء مشيرا إلى ان الدورة الحالية تنتظم بعيدا عن اي ضغوطات او تضييقات ويناقش المنتدى الذي يتواصل ثلاثة ايام عديد المحاور من بينها //رهانات الانتقال الديمقراطي//، و//صحوة شعوب الضفة الجنوبية للمتوسط ومجتمعاتها: تونس نموذجا//، و//من اجل ميثاق جديد للديمقراطية والتنمية والأمن في الفضاء الأورومتوسطي//.