تونس 4 ماي 2011 (وات) - تم الإعلان يوم الأربعاء عن إطلاق مشروع لتعزيز النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يرمي إلى النهوض بإعلام المواطنة في فترات الانتقال وتكوين الصحفيين وذلك ببادرة من معهد بانوس/باريس. وقد جاء هذا الإعلان خلال ندوة صحفية عقدتها بالعاصمة نقابة الصحفيين التونسيين، لتسليط الضوء على هذا المشروع الذي رصدت لإنجازه اعتمادات تقدر ب 200 ألف يورو وهو ممول من قبل آلية الاستقرار التابعة للاتحاد الأوروبي في إطار مساندة أوروبا للانتقال الديمقراطي في تونس. ويذكر أن الاتحاد الأوروبي منح ما قيمته الجملية 800 ألف يورو لدعم ومرافقة وسائل الإعلام والصحفيين في تونس خلال المرحلة الراهنة. ويهدف هذا المشروع الجديد إلى تعزيز النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حتى تضطلع بدورها كطرف فاعل مرجعي في القطاع وتصبح المخاطب الشرعي تجاه السلطات ومسؤولي وسائل الإعلام والصحفيين. كما يرمي هذا البرنامج إلى تكوين 48 صحفيا (من بينهم 30 بالمائة نساء) يعملون في وسائل الإعلام المسموع والالكتروني والمكتوب والمرئي. وسيتيح هذا المشروع أيضا تدريب الصحفيين التونسيين على تغطية الانتخابات وكذلك على إحكام عملية تبليغ البرامج السياسية لمختلف الأحزاب. وسيتولى الصحفيون في هذا الإطار القيام بسلسلة من الريبورتاجات (نقل صحفي) والمقالات والحوارات الصحفية التي تلتزم بمعايير المهنية من خلال الاعتماد على الحياد والأسلوب النقدي والمصادر المتعددة. وسيكون كل صحفي مطالبا بتقديم 10 مقالات تتولى بثها المؤسسة التي يعمل بها كما تنشر على أعمدة "صحيفة المواطن" التي ستوزع من قبل النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. وبذلك ستلعب وسائل الإعلام دورا أنجع في مجال إنتاج صحافة المواطنة والنهوض بها خلال فترات الانتقال ومختلف مراحل العملية الانتخابية. وقد أكد ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين خلال الندوة الصحفية أن هذا المشروع يفتح المجال أمام سلسلة من الدورات التكوينية التي تعتزم النقابة تنظيمها بالتعاون مع العديد من الشركاء على غرار الفيدرالية الدولية للصحفيين، مضيفا أن النقابة ستحرص في هذا الاطار على تحيين موقعها على شبكة الانترنات. ومن جهتها أوضحت لطيفة طياح مسؤولة بمعهد "بانوس باريس" أنه سيتم اختيار المترشحين بالرجوع أساسا إلى قاعدة شروط مضبوطة تتمثل في مدى اهتمامهم بمحور الدورة التكوينية وانتاجاتهم السابقة (مقالات أو برامج) حول الموضوع، بالاضافة إلى انفتاح خطهم التحريري على تناول مثل هذه المسائل. وأبرز ادريانوس كواتسانروجتر رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي بتونس، الاهمية التي يوليها الاتحاد لمساهمة الإعلام في مسار الانتقال الديمقراطي، لاسيما عبر توفير إعلام موضوعي ومستقل ونوعي يتناول مختلف الرهانات التي يطرحها هذا المسار، مبينا أن حرية الاعلام والتعبير تعد التحدي الأكبر لتونس ما بعد الثورة. ويشار إلى أن عددا من الصحفيين ورجال القانون قدموا بالمناسبة شهاداتهم حول التجاوزات التي ارتكبها النظام السابق في حق الإعلام والصحفيين. ويذكر أنه تم احداث معهد "بانوس باريس" سنة 1986 وهو منظمة غير حكومية مختصة في دعم التعددية الإعلامية.