تونس30 اوت 2009 (وات) استطاعت المطربة المغربية عائشة رضوان ان تأسر جمهور مهرجان المدينة في سهرة ليلة السبت بفضاء المسرح البلدى بالعاصمة. فقد أنشدت طيلة اكثر من ساعتين العديد من روائع الموسيقى العربية الكلاسيكية وغنت اشراقات لرموز التصوف وهم ابن العربي وابن الفارض كما ادت أدوارا للموسيقار المصرى عبدو الحمولي. اكتشف جمهور المسرح البلدى معاني من الشعر الصوفى الذى يتغني بعشق الالاه والذى تصل مراتبه الى درجات التماهي في سهرة تعانقت فيها الموسيقي مع صوت شجي تدرج من القرار الى الجواب. فرددت مقتطفات من ديوان ترجمان الاشواق لابن العربي. كما ابدعت في اداء عملها الجديد الذى يحمل عنوان سكرات والذى تناولت من خلاله البعد الرمزى للخمر في الشعر الصوفي. والخمر عند المتصوفة يعني حب الله وليس الفهم السائد والمتعارف عليه. وقد عبر الشاعر المتصوف ابن الفارض عن ذلك بقوله/ شربنا على ذكر الحبيب /اى الله/ مدامة..سكرنا بها من قبل أن يخلق الحمل/. واستطاع التخت الشرقي الذى صاحب الفنانة المغربية والمتالف من القانون والناى والكمان والطبلة والرق أن يعطي اخراجا جديدا ومتفردا للجمل الموسيقية سواء في العزف المنفرد او الجماعي ومكن الحضور من اكتشاف رؤية جديدة في التعامل مع التراث وخاصة فن المقام وهي رؤية لا تتعاطي مع المخزون الموسيقي العربي كتراث جامد وانما تطوره وتجدده لكن في اطار يكفل المحافظة على هويته. وتجدر الاشارة الى ان عائشة رضوان والى جانب اهتمامها بالتراث الموسيقي الكلاسيكي قامت بوضع الحان حاولت الملاءمة فيها بين المقامات العربية وموسيقي العصر.