تونس 5 سبتمبر 2009 (وات)- سيكون المنتخب التونسي على موعد مع رهان دقيق سيحدد بشكل كبير نسبة حظوظه في التاهل الى نهائيات كاس العالم عندما يواجه نظيره النيجيرى يوم الاحد في ابوجا لحساب الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية ضمن التصفيات المزدوجة المرشحة الى نهائيات كاس الامم الافريقية /انغولا 2010/ والمونديال /جنوب افريقيا 2010/. ويحتل المنتخب التونسي في اعقاب الجولة الثالثة صدارة هذه المجموعة برصيد 7 نقاط متقدما بفارق نقطتين على نيجيريا صاحبة المركز الثاني /5 نقاط/. وتاتي كينيا في المركز الثالث بمجموع 3 نقاط في حين تقبع الموزمبيق في ذيل الترتيب بنقطة واحدة. وجدير بالاشارة الى ان صاحب المركز الاول يصعد الى المونديال في حين تترشح المنتخبات الثلاثة الاولى الى النهائيات الافريقية. وتتطلع نسور قرطاج الى تخطي هذه العقبة الشائكة بسلام من اجل تعزيز امالها في بلوغ المونديال للمرة الخامسة في تاريخها بعد اعوام 1978 و1998 و2002 و2006 ومعادلة رقم المنتخبين المغربي والكاميروني اللذين نجحا في التاهل الى كاس العالم في اربع مناسبات متتالية بما من شانه ان يساهم في مزيد تثبيت موقع كرة القدم التونسية عالميا. ويدرك المنتخب التونسي ان المباراة لن تكون سهلة بالمرة امام منافس نيجيرى يعرف بصعوبة مراسه على ارضه ويحدوه اصرار كبير على تجديد العهد مع المونديال اثر تخلفه عن النسخة الماضية بعد ثلاث مشاركات متتالية اعوام 1994 و1998 و2002/. ورغم صعوبة المهمة فان العناصر الوطنية يغذيها طموح كبير في كسب نتيجة ايجابية تفتح لها ابواب التاهل الى العرس العالمي على مصراعيها وتعيد الى الاذهان انجاز لاغوس 1977 عندما تمكن المنتخب التونسي من ازاحة نظيره النيجيرى في عقر داره بالذات من خلال الفوز عليه 1 /صفر ايابا بعد التعادل ذهابا صفر/صفر في احدى الصفحات الجميلة لجيل ملحمة الارجنتين. وبين منتخب تونسي تكمن نقاط قوته اساسا في انضباطه التكتيكي وادائه الجماعي وصلابته الدفاعية واخر نيجيرى يعتمد في المقام الاول على الاندفاع البدني الكبير للاعبيه وفردياتهم العالية تبدو المقابلة مرشحة لحوار فني مشوق ينتظر ان تحسمه جزئيات وهو ما يضاعف من قيمة الاعداد الذهني. وكان المنتخب التونسي قد انطلق في الاعداد لهذه المباراة منذ منتصف شهر اوت الماضي من خلال اجراء لقاء ودى امام كوت ديفوار بالملعب الاولمبي بسوسة /صفر/صفر/ شكل فرصة للاطار الفني للوقوف على استعدادات اللاعبين من الناحيتين البدنية والفنية ومزيد تمتين اللحمة بينهم فضلا عن تجربة بعض الرسوم التكتيكية التي ينوى اتباعها. وسيكون المنتخب التونسي مدعوا الى اعتماد طريقة تكتيكية متوازنة تجمع بين الحذر في الدفاع والمجازفة في الهجوم وهي معادلة تتطلب انضباطا فنيا فائقا وتركيزا كبيرا من كافة عناصر الفريق. ويتوجب على الخط الخلفي في هذا السياق توخي الحذر وملازمة اليقظة للحد من خطورة المهاجمين النيجيريين الذين يملكون موهلات فنية عريضة تخول لهم احداث الفارق في اى لحظة على غرار ايكيشوكو اوتشي /سرقسطة الاسباني/ واوبينا نسوفور /انتر ميلان الايطالي/ واوسازى اوديموينجي /لوكوموتيف موسكو الروسي/. وتبدو النية متجهة نحو مواصلة التعويل على حمدى القصراوى في حراسة المرمى باعتباره مثل في المقابلات الاخيرة ركيزة قارة في التشكيلة الاساسية رغم عدم مشاركته مع فريقه لنس الفرنسي في اى مباراة في بداية هذا الموسم في حين ستشهد تركيبة الخط الخلفي تحويرا جزئيا مقارنة بلقاء الذهاب اذ ينتظر ان يسترجع الميكارى مكانه على الرواق الايسر بعد ان استوفى عقوبة الانذار الثاني على ان تحافظ بقية العناصر على مراكزها حيث سيلعب خالد السويسي على الرواق الايمن والثنائي كريم حقي وسيف غزال في المحور. واعتبارا للامكانيات الهجومية الكبيرة التي تتمتع بها عناصر المنتخب النيجيرى يرجح ان يعتمد المدرب البرتغالي للمنتخب التونسي اومبرتو كويلهو في خط وسط الميدان على لاعبي ارتكاز على الاقل لانجاح عملية افتكاك الكرة وتعزيز المعاضدة الدفاعية ويضم المنتخب الوطني في هذا الصدد مجموعة من العناصر القادرة على الاضطلاع بهذا الدور على افضل وجه مثل خالد القربي وحسين الراقد وهيثم مرابط وشادى الهمامي الذين يجيدون المحاصرة اللصيقة وتطبيق طريقة الضغط على حامل الكرة. اما مهمة صناعة اللعب فستعهد الى اسامة الدراجي ونبيل تايدر وشوقي بن سعادة في غياب فهيد بن خلف الله المصاب على ان يلعب عصام جمعة كراس حربة. وسيكون هذا الثلاثي مطالبا باحكام استغلال المساحات الشاغرة من خلال حبك هجومات معاكسة سريعة من اجل مباغتة المنتخب النيجيرى الذى يتمتع بخط دفاع صلب لم يقبل في شباكه سوى هدف واحد منذ انطلاق التصفيات على امتداد 9 مباريات. وسيدير المباراة التي ستنطلق على الساعة الخامسة مساء ثلاثي تحكيم جنوب افريقي بقيادة دانيال بينيت.