القيروان 3 جوان 2009 (وات) على إثر مداخلة الوزير الاول في الجلسة العامة الاولى للمؤتمر الدولي حول /حوار الحضارات والتنوع الثقافي/ تداول على تناول الكلمة عدد من كبار ضيوف المؤتمر الملتئم بالقيروان. محمد خاتمي : ينبغي فهم حقيقة الأديان من داخلها وليس من خارجها فقد القى الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي كلمة لاحظ فيها ان القيروان رقعة صغيرة في رحاب الجغرافيا لكنها تمثل مرحلة مشرقة في التاريخ الانساني فهي من الينابيع الفياضة للحضارة الاسلامية المجيدة. واضاف ان تكريم القيروان هو تكريم للحضارة الاسلامية واحترام للشعب المتحلي بالعقل والشجاعة. وبعد ان استعرض الويلات والمحن التي مر بها العالم في العصر الحديث ولا سيما خلال الحربين العالميتين دعا الى توخي الحوار بين المجتمعات والحضارات لحل المشاكل القائمة وإحلال التفاهم محل العداء والصراع مؤكدا حاجة العالم اليوم الى نظام جديد يكرس العدالة والحرية ويناهض العدوان والظلم. وبين ان الوضع العالمي الراهن المتمثل في السياسات الاحادية واستخدام المعايير المزدوجة غير العادلة في التعامل مع القضايا العالمية لن يؤدى الا الى نشر سوء الفهم والعنف. ودعا القادة والنخب المستنيرة الى ان يكونوا رواد الحركة في اتجاه التفاهم والتفكير في ايجاد حلول لمشاكل البشرية المشتركة وقال "ان الخطوة الاولى على هذا الطريق انما تتمثل في فهم حقيقة الاديان من داخلها وليس من خارجها والخطوة الاخرى تتمثل في الحوار بعيدا عن العصبية والاحكام المسبقة". نجاح العطار : الحوار بين الحضارات فرصة لتحقيق التواصل الانساني المنشود من جهتها نوهت السيدة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية السورية بدور القيروان في نشر قيم الاسلام ورفع راية الايمان والحق. وأكدت في معرض حديثها عن موضوع المؤتمر ان الحوار بين الحضارات امر في غاية الضرورة ويشكل فرصة للخلاص ولتحقيق التواصل الانساني المنشود بين مختلف الشعوب. وبينت ان الحضارة ينبغي ان تكون منفتحة ومتفاعلة تأثرا وتأثيرا وهي في النهاية ملك للانسانية جمعاء داعية الى تجاوز فكرة صراع الحضارات ونهاية التاريخ. واشارت الى ان حضارة اليوم في الدول المتقدمة تبني اضافاتها على ما سبقها وهذا ما يسمح بالحديث عن حوار التواصل والترابط الانساني وربما التحالف ايضا وقالت /ان العالم اليوم في حاجة الى تحقيق نهضة فكرية انسانية في اتجاه تكريس قيم العدالة والسلام/. ولاحظت ان العرب يسيرون في هذا الاتجاه منذ القدم وان الحضارة المتوسطية التي تنتمي اليها اغلب الشعوب العربية وكذلك العديد من الشعوب الاوروبية مدعوة لدعم التنوع الثقافي ومناصرة الحق ومساندة الشعوب في تقرير مصيرها. وزير الثقافة والاعلام السعودي : حوار الحضارات ليس ترفا فكريا وأشاد الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والاعلام السعودى بما قدمته القيروان من علم وادب منذ بداية عصورها الزاهرة. وعبر ان امله في ان يساهم هذا المؤتمر في تعزيز الجهود الخيرة لارساء حوار الحضارات والاديان. وبين ان حوار الحضارات ليس ترفا فكريا يشتغل عليه المثقفون وانما هو في نهاية المطاف دعوة الى الحرية والعدل والسلام. وقال ان الاسلام دعا الى اعلاء شأن الانسان والى التعايش والتعارف بين الشعوب ملاحظا ان التنوع الثقافي ضرورى لتحقيق الوئام بين الافراد والشعوب. وزير الثقافة الاردني : تحقيق التضامن بين الشعوب في اطار القيم الكونية السامية في نفس السياق أوضح الدكتور صبرى الربيحات وزير الثقافة الاردني ان الحضارة الانسانية واحدة وان الاختلاف والتنوع يزيد في اخصابها. وبعد ان استعرض الترابط الذى حصل في الفكر البشرى اكد على اهمية تلاقح الحضارات وتحقيق التضامن الفعلي بين الشعوب في اطار احترام القيم الكونية السامية. مستشار الملك محمد السادس : تنويه بدور الجمعيات غير الحكومية في دفع مسيرة السلام ومن جهته اكد السيد اندرى ازولاى مستشار الملك محمد السادس ورئيس المؤسسة الاورومتوسطية /اناليند/اهمية انعقاد هذا المؤتمر بالقيروان هذه المدينة التي عرفت التنوع الثقافي والحضارى بمختلف اشكاله وتعبيراته. وأعرب عن الامل في مستقبل افضل لحوار الحضارات لا سيما في اعقاب التحولات الهامة التي شهدها العالم في المدة الاخيرة ومنها التغيير الحاصل على رأس الادارة الامريكية مشيرا في نفس الوقت الى وجود علامات تدل على رغبة الشعوب والقيادات الجديدة في تكريس التضامن والعدالة. كما نوه بالدور الذى تضطلع به العديد من الجمعيات غير الحكومية لدفع مسيرة السلام وازالة الاحقاد وايجاد حلول عادلة ودائمة لقضايا شائكة في منطقة الشرق الاوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ممثل الامين العام للامم المتحدة : تحسيس الشبان بالخصوص باهمية التسامح والتعاون وتحدث السيد كيشور ماندهيان ممثل الامين العام للامم المتحدة عن التحديات التي تفرضها العولمة في ما يتعلق بحماية الضعفاء والفقراء وارساء دعائم عالم اكثر عدالة وانسانية. وعدد المشاكل التي يعاني منها العالم حاليا لاسيما الارهاب والتغيرات المناخية وازمة الطاقة والازمة المالية وهي مشاكل من شأنها ان تدفع باتجاه التطرف والكراهية بما يهدد السلم والامن العالميين. ودعا في هذا السياق الى تعزيز الحوار بين الشعوب وتحسيس الشبان بالخصوص باهمية التسامح والتعاون لتفادى الصراعات المضرة بمستقبل البشرية وبمقدراتها المادية والمعنوية. مدير عام الالكسو : الانغلاق لا يمكن ان يؤدى الا الى تحجر الثقافة وانكماشها من ناحيته اوضح السيد محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الالكسو/ ان الانغلاق لا يمكن ان يؤدى الا الى تحجر الثقافة وانكماشها لذلك يتعين بذل كل الجهود للنهوض بالحوار بين الحضارات والتنوع الثقافي عن طريق التعاون بين الالكسو والمنظمات الاخرى خدمة للقيم السامية ودعما للتسامح والتفاعل الايجابي بين الشعوب.
