القيروان 28 سبتمبر 2009 (وات) - بدأت يوم الاثنين بالقيروان أشغال ندوة دولية خصصت للاحتفاء بكبار علماء القيروان وذلك فى اطار تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009. وتعقد الندوة التى تتواصل على امتداد ثلاثة ايام بالتعاون بين المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة /ايسيسكو/ ومنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة /اليونسكو/وجامعة القيروان. وتهدف الندوة الى التعريف بأبرز أعلام القيروان وأثارهم العلمية والاحتفاء بريادة علماء القيروان فى نشر الحضارة الاسلامية وتراثها العلمى والتنبيه الى الدور التواصلى الذى مثله جامع عقبة ابن نافع بالقيروان فى تاريخ الحضارة الاسلامية. ولدى اشرافه على افتتاح هذه الندوة أبرز السيد الازهر بوعونى وزير التعليم العالى والبحث العلمى والتكنولوجيا الاهمية التى تكتسيها هذه الندوة باعتبارها تشكل فرصة اخرى للتعبير عن الاجلال والاكبار والاعتراف بالجميل لاجيال من العلماء الاعلام الذين كانت اسهاماتهم فى التراث العربى والاسلامى وفى التراث الانسانى عموما محط الانظار مؤكدا ان ثروة تونس الحقيقية التى لم تنضب على امتداد العصور انما تتمثل فى رصيدها البشرى وفى ذكاء أبنائها وبناتها وفى قدرة نخبها على العطاء ومسايرة التحولات التاريخية. وذكر الوزير باشعاع القيروان وبدورها الريادى وبتاثير نخبها الذى تجاوز حدود المغرب العربى ليشمل سائر ارجاء العالم الاسلامى مشرقا ومغربا حيث كانت القيروان منذ تاسيسها منارة علم ومعرفة وعاصمة زاخرة بالكفاءات العلمية التى استطاعت ان تنقل رسالة الاسلام الى الاصقاع المحيطة بها ومنها انتشر المذهب المالكى في شمال افريقيا والاندلس. ونوه الوزير بدور القيروان فى جمع شمل العلماء من ذوى المشارب المختلفة والتأسيس لقيم الاعتدال والوسطية مضيفا ان القيروان رغم ما لحقها من دمار على أيدى قبائل بنى هلال فانها عرفت كيف تنهض من رمادها وتستأنف عطاءها لتنحت لنفسها دورا جديدا وتكتسب قيمة رمزية فى أعين العارفين. واكد ان القيروان واصلت فى السنوات الاخيرة مسيرتها وعادت الى سالف عهدها بفضل المكانة المتميزة التى تحظى بها لدى الرئيس زين العابدين بن على وحرصه على ان تصل عاصمة الاسلام الاولى فى شمال افريقيا أمجادها التليدة بأفاق مشرقة جديدة نحو المستقبل مشيرا بالخصوص الى قرار رئيس الدولة احداث جامعة فى مدينة القيروان واذنه ان تتواصل تلاوة القران الكريم فى جامع عقبة ان نافع على مدار الساعة واليوم. وعبر الوزير عن امله فى ان يكون الاحتفاء بكبار علماء القيروان محطة من محطات الاثراء المتبادل والحوار المثمر الذى يتيح تلاقح الافكار وتنمية المعارف واستشراف الافاق فى البحث والتحليل. وقبل ذلك ابرز كل من عبد الحميد الهرامة ممثل الايسيسكو وجعفر ماجد المنسق العام لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ومحمد على دريسة رئيس جامعة القيروان الدور الحضارى للقيروان مستعرضين مختلف المدارس الفقهية والادبية والعلمية والطبية التى نشات وترعرعت فى عاصمة الاغالبة . وتناقش الندوة التى يحضرها أساتذة وباحثون من تونس والخارج عدة محاور تتصل باسهامات علماء القيروان فى الفقه والاصول وعلم الكلام وبمساهمات علماء القيروان فى الطب والفلك. كما يعكف المشاركون على مزيد التعريف بالمحدثين والمؤرخين من علماء القيروان وباضافاتهم العلمية والثقافية. وتحول وزير التعليم العالى والبحث العلمى والتكنولوجى اثر ذلك الى كلية الاداب والعلوم الانسانية برقادة اين اطلع على مجسم خمسينية التعليم العالى. وعاين انتاجات معاهد الفنون والحرف بجامعة القيروان كما اطلع على اشغال انجاز المركب الرياضى برقادة.