تونس 4 جوان 2009 (وات) اى تقنية رقمية يتعين اعتمادها في المستقبل حتى تحافظ الاذاعة على مكانتها في فضاء تكنولوجي سريع التطور مثل هذا التساوءل المحور الاهم المطروح للدرس من قبل الخبراء والمختصين الممثلين لابرز الهيئات الاذاعية والتلفزية في العالم المشاركين في الندوة الدولية الثانية للاذاعة التونسية المنعقدة من 4 الى 5 جوان بمقر اتحاد اذاعات الدول العربية بتونس بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي للاذاعة والتلفزيون. ولاحظ السيد رافع دخيل وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين لدى افتتاحه صباح الخميس اشغال هذه الندوة التي تنتظم في اطار المهرجان الثاني للاذاعة التونسية الملتئم خلال نفس الفترة ان هذه المشاركة النوعية والكمية المتميزة في الندوة تعد افضل امتداد للسياسة التشاورية والتعاونية بين تونس والبلدان الصديقة والشقيقة بما يتيح الاستفادة من التجارب والخبرات المتبادلة. واكد ان اختيار موضوع الاذاعة الرقمية للنقاش يعد تكريسا لحرص الرئيس زين العابدين بن علي على الاستشراف للمستقبل والتفكير بعمق في ما يطرح من تحديات ورهانات للتوصل الى القرارات الصائبة بروية وثبات. وتضمنت كلمة الوزير تحليلا لما يشهده القطاع السمعي البصرى العالمي من تطورات عميقة ومتسارعة من بين تجلياتها الانتقال من النظام التماثلي الى النظام الرقمي وما صاحبه من ثورة في مجال تكنولوجيات الاتصال والحاسوب والبرمجيات واستخداماتها بما ادى الى بروز انواع جديدة من الخدمات والى فتح افاق رحبة لاشعاع الانتاج السمعي البصرى عبر مختلف انواع شبكات الاتصال. واستعرض امام ضيوف تونس ابرز ما تحقق للاذاعة التونسية من انجازات رقمية تنضوى في سياق حرص رئيس الدولة على ان تكون تونس المنخرطة بامتياز في مجتمع المعرفة سباقة الى اعتماد هذه التكنولوجيات الجديدة التي طورت سعة شبكات الاتصال بما انعكس ايجابيا على قدرة الاذاعة في تقديم عديد الخدمات المتطورة وتمرير وخزن كل انواع المعلومات بنمط موحد وهو ما فتح سوق الانتاج السمعي البصرى على القطاع الخاص. وبين ما اتاحته شبكة الانترنات للاذاعيين من امكانيات كبرى للبث ولتقديم خدمات متنوعة متعددة الوسائط مبرزا استفادة تونس على اوسع نطاق من هذه الخدمات بفضل الاجراءات والقرارات لتشجيع امتلاك الحواسيب والربط بالانترنات العالي التدفق. واثار الوزير في كلمته اشكالية الحيرة التي تواجه بعض البلدان ولا سيما النامية منها في اختيار النظام الامثل والاجدى للبث الاذاعي من النواحي الاقتصادية والفنية والتشغيلية في انتظار ان يثبت النظام الرقمي بشكل قاطع جدواه وافضليته في المجال الاذاعي كما وكيفا. وخلص الوزير الى القول ان دخول عهد الاذاعة الرقمية يستوجب توفر عاملين اثنين لتامين النجاح اولهما تقني يجسمه الجهاز البديل المطالب باثبات نجاعته امام الجهاز القديم ليقبل المستمع عليه وثانيهما برامجي ويخص المحتوى الذى يجب ان يواكب اذاعة القرن الحادى والعشرين. كما طرح عددا من التساوءلات الهامة من بينها هل ان اذاعة الغد ستكون اذاعة القرب والاستئناس والخدمات ام انها ستبقى اذاعة الجماهير الواسعة وكان السيد منصور مهني الرئيس المدير العام لموءسسة الاذاعة التونسية اكد في بداية الجلسة ان هذا المهرجان يهدف بالخصوص الى المساهمة في النهوض بالقطاع السمعي والبصرى عبر المشاركة في ما تشهده تونس من احتفالات لا سيما منها مئوية المسرح التونسي والى استقطاب الخبرات والكفاءات في العالم للاستفادة منها في ما يتعلق بالرهانات المطروحة على القطاع. من ناحيته اكد السيد الان ماسي المدير التنفيذى للاتحاد الدولي للاذاعة والتلفزيون ان المسائل المطروحة للدرس خلال هذه الندوة ذات اهمية كبرى وتتطلب تعاون دول الشمال من اجل بلورة مضامين جديدة. وتضمنت كلمات ممثلي الاتحاد الاوروبي للاذاعة والتلفزيون والموءتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية لحوض البحر الابيض المتوسط واتحاد الاذاعات العربية تاكيدا للرغبة المشتركة في الاستفادة من هذه الفرصة التي تتيحها تونس لتبادل الافكار والتجارب في ما يتعلق بالرهانات الجديدة المطروحة على المجال الاذاعي والتشاور بالخصوص حول محتوى اذاعة القرن الجديد. ومثلت الجلسة الافتتاحية مناسبة لامضاء اتفاقية تعاون بين مؤسسة الاذاعة التونسية والمعهد الوطني السمعي البصرى بفرنسا تنص على تمكين المعهد للموءسسة التونسية من 150 وثيقة رقمية حول تونس في فترة ما قبل الاستقلال.