تونس 10 اكتوبر 2009 (وات)- استنكر المجلس الاسلامى الاعلى للجمهورية التونسية المخطط الاسرائيلي لتهويد القدس الشريف وتهديد هوية المسجد الاقصى المبارك. واعرب المجلس في بيان اصدره عقب اجتماعه الجمعة عن انشغاله واستيائه الشديدين ازاء الاوضاع المتدهورة حاليا في مدينة القدس في ضوء ما تقوم به السلطات الاسرائيلية من اجراءات تعسفية تهدد بطمس هوية الاقصى وتنذر بضياعها واندثارها متسببة في مواجهات دامية مع اصحاب الحق من الفلسطينيين اسفرت عن اصابة واعتقال العشرات من المرابطين منهم داخل المسجد الاقصى وحوله. وعبر عن استنكاره لهذه الممارسات الاستفزازية لمشاعر العالمين العربي والاسلامي والمنافية لكل قرارات الشرعية الدولية بشان القدس الشريف. وادان مسلسل الاقتحامات المتكررة والمنتظمة من قبل مجموعات من المتطرفين اليهود للمسجد الاقصى وما تقوم به السلطات الاسرائيلية من اعمال عدوانية ضد القدس والاقصى لتغيير الواقع على الارض موءكدا ان ذلك يعتبر انتهاكا صارخا لحرمة الاقصى وخطرا على المقدسات في القدس بوجه عام وعلى مسجدها الرمز بشكل خاص. وحذر البيان مما يتهدد المسجد الاقصى مستقبلا من امكانيات السقوط والانهيار بسبب اشغال الهدم والبناء والتوسع في اقامة الانفاق تحته من قبل اسرائيل منددا بما تقوم به سلطاتها من تضييق على العاملين في الاوقاف الاسلامية الفلسطينية ومنعهم من الدخول الى هذا المعلم للحفاظ عليه لا باعتباره معلما دينيا فحسب بل وكذلك لاهميته الروحية والتاريخية. واعتبر المجلس ان مثل هذه التصرفات غير القانونية واللاشرعية تمثل خطرا صارخا على الحوار بين الاديان والثقافات والحضارات وباعثا على اذكاء نوازع الكراهية والصراع والبغضاء وحائلا دون بناء جسور التواصل والتفاهم والتعاون والتضامن بين الشعوب والامم بما من شانه ان ينسف جهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ويقوض اركان الامن والسلام في العالم. واشاد المجلس باعتزاز بالمواقف الواضحة والثابتة للرئيس زين العابدين بن علي من القضية الفلسطينية التي يعتبرها دائما قضيته الشخصية مثمنا ما يبذله سيادته من جهود ديبلوماسية سخية ومكثفة عربيا واسلاميا ودوليا لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ودعا المجلس الاسلامى الاعلى في بيانه كل الموءسسات والرموز والنخب السياسية والدينية والفكرية والثقافية والاعلامية والحقوقية في العالم الى توظيف كل طاقاتها وعلاقاتها وامكاناتها لرفع الحصار عن المسجد الاقصى المبارك وانقاذه مما يتهدده من تحت الارض ومن فوقها من مخاطر والتصدى للمشروع الاستيطانى الرامي الى تهويد المدينة المقدسة.