تونس 14 اكتوبر 2009 (وات) ضمن تظاهرة /موسيقات/ احتضن قصر النجمة الزهراء بسيدى بوسعيد في سهرة يوم الثلاثاء ليلة الموسيقي الاندلسية مع الفنان الجزائرى الشيخ سليم الفرقاني الذى انطلق بمقطوعة أو فاصل موسيقي في طبع لحسين لينتقل الي مقتطفات من نوبة المالوف في طبع السيكا. وخصص الجزء الثاني من الحفل لالوان مما يعرف في الجزائر بالموسيقي الحضرية الشعبية وهي عبارة عن كوكتيل متميز من الاغاني التراثية انطلاقا من طبع الذيل الى مدح النبي صلى الله عليه وسلم وأغاني في طبع المحجوز ذات المسحة القسنطينية على طريقة الفرقاني. من خلال تنقل الشيخ سليم الفرقاني بين وصلات المالوف وترديده لكلمات والحان مالوفة لدى كل التونسيين الذين رأوا فيه تواصلا وامتدادا مع تراث الفنان طاهر غرسة وابنه زياد. وفي اطار فضاء /النجمة الزهراء/ الذى يستمد خلفيته الهندسية من فن العمارة العربية الاسلامية بدت وقائع الحفل وكأنها بمثابة استعادة لاجواء ومجد الحضور العربي في ديار الاندلس الذى خلف تراثا موسيقيا تناقلته ولا تزال الاجيال المغاربية بل أنها طورته وأضافت اليه من روح العصر وثقافته. هذا ما اكتشفه الحضور مع الشيخ سليم الذى هو سليل عائلة فنية اذ لقنه والده الشيخ الطاهر الفرقاني أصول الموسيقي الاندلسية باعتباره من ابرز شيوخ الموسيقي الحضرية التي ورثها عن والده الشيخ حمو الفرقاني المعروف بأداء لون الحوزى وكان من ابرز شيوخ الطريقة العيساوية. برهنت سهرة الشيخ سليم الفرقاني التي واكبها جمهور شغوف بهذا اللون من الفن عن المكانة التي تحظي بها الموسيقى الاندلسية وما أدخل عليها من اضافات وتجديدات لدى التونسيين والمغاربيين عموما. وامتزجت في هذا التعبير الموسيقي وبطريقة بديعة المعاني الروحية بالطابع الفني والحنين الي أجواء الاندلس ليعطي أنغاما تجمع بين الدنيوى والمقدس وتكشف عن روح التسامح والجمالية التي تميز الحضارة العربية. فكلمات هذا الفن الاندلسي العريق مستمدة من قصائد شعرية صوفية شهيرة في أغلبها أدخلت عليها صورا والوانا شعرية مستوحاة من الحياة اليومية وهو سر بقائها وتالقها.