تونس 16 نوفمبر 2009 (وات) انطلقت صباح اليوم الاثنين بقمرت الضاحية الشمالية لتونس العاصمة اشغال الندوة الاقليمية السادسة لجمعية الشبكة المتوسطية للتنمية المستديمة حول «بناء قدرات الجمعيات العاملة في مجال البيئة والتنمية المستدامة في الفضاء العربي المتوسطي» بحضور ممثلي المنظمات العربية والمتوسطية الناشطة في المجال البيئي. وابرز السيد اسامة الرمضاني الوزير المكلف بالاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين بالنيابة لدى اشرافه على افتتاح الندوة التي تنتظم تحت سامي اشراف الرئيس زين العابدين بن علي المكانة الهامة للعمل الجمعياتي والمجتمع المدني ضمن المقاربة التونسية التي جعلت من الجمعيات شريكا للتنمية. واستعرض مختلف الاصلاحات التي تم اقرارها في هذا المجال مما مكن من الترفيع في عدد هذه الجمعيات ليصل الى تسعة الاف جمعية حاليا مقابل نحو الفي جمعية سنة 1987 مبرزا المكانة الهامة التي تحتلها الجمعيات ضمن البرنامج الرئاسي 2009-2014 وذكر بالاجراءات التي اعلن عنها رئيس الدولة الاسبوع المنقضي في الخطاب الذى القاه بمناسبة ادائه اليمين الدستورية بهدف تكريس قيم المواطنة ودفع التشغيل وخاصة وضع برنامج وطني بالشراكة مع النسيج الجمعياتي ينطلق خلال شهر ديسمبر القادم ليستوعب عشرة الاف من حاملي الشهادات العليا ضمن خطة تقديم خدمات ذات مصحلة عامة. كما شملت هذه الاجراءات الترفيع في سقف القروض التي تمنحها جمعيات التنمية الى مستوى 5 الاف دينار فضلا عن الاجراءات المتعلقة بتنمية الشراكة بين الجمعيات والمجالس الجهوية. وابرز السيد اسامة الرمضاني العلاقة الوثيقة القائمة بين العمل الجمعياتي والاعلام موضحا انه بامكان الجمعيات الاضطلاع بدور تحفيزى وتحسيسي للراى العام عبر وسائل الاعلام ملاحظا ان الجمعيات تشكل بالنسبة لوسائل الاعلام مصدرا للمعلومات والتحاليل الموثوقة. ودعا في هذا الصدد النسيج الجمعياتي والشبكات العربية للجمعيات الى الاستفادة من وسائل الاعلام بهدف التعريف بتجاربها الناجحة في المنطقة وخاصة منها في تونس. واضاف ان الجمعيات مدعوة ايضا الى تكثيف عملها وجهودها في مجال التنمية وفي مجال النهوض بالثقافة الرقمية. واوضح السيد محمد المهدى مليكة رئيس اللجنة الوطنية لنظافة المحيط وجمالية البيئة ورئيس الشبكة المتوسطية للتنمية المستديمة ان الندوة تاتي استجابة لحاجيات عبرت عنها جمعيات المنطقة في ما يتعلق بعمل النسيج الجمعياتي وتحسين نجاعته مبرزا ان الهدف الاساسي يتمثل ايضا في ابراز نقاط قوة وضعف انشطة هذه الجمعيات. واضاف ان الجمعيات مدعوة الى تطوير مواردها البشرية والمادية والنهوض باستعمالات التكنولوجيات الحديثة مع دعم العلاقات مع ادارات بلدانهم وايضا مع الجمعيات المشابهة والممولين. وبين ان الندوة ستعمل على ارساء برنامج لدعم قدرات الجمعيات ووضع دليل في هذا المجال فضلا عن تكليف خلية متابعة لبرامج عملها. وابرز الاهتمام الذى يوليه الرئيس زين العابدين بن علي للمسائل المتعلقة بالبيئة والعمل الجمعياتي مستعرضا اهم الاجراءات المتخذة لفائدة الجمعيات وخاصة منها تبسيط المسار المتعلق ببعث جمعية ما واحداث مركز الاعلام والتكوين والدراسات والتوثيق حول الجمعيات وصندوق دعم المشاريع التي تتولى بعثها الجمعيات. واكد السيد محمود سعيد الامين العام المساعد للتجمع الدستورى الديمقراطي ان المسائل البيئية تشمل ايضا جودة الحياة موضحا ان البرنامج الرئاسي معا لرفع التحديات 2009-2014 خصص 8 نقاط من مجمل 24 نقطة لهذه المسائل. وبين السيد عماد الدين عدلي المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية ان العمل ضمن شبكة يشكل عنصرا لنجاعة عمل النسيج الجمعياتي مبرزا ضرورة التنسيق مع الحكومات في ما يتصل بالنهوض بالتنمية وحماية المحيط. وسيتم في اطار الندوة التي تتواصل اشغالها على مدى يومين تنظيم اربع ورشات عمل تهتم بالجوانب الموسساتية والتشريعية والتنظيمية والاعلام صلب الجمعيات فضلا تناولها للجوانب المادية وتمويل للمشاريع.
