تونس 26 نوفمبر 2009 (وات)-" تحولات"هو عنوان معرض الرسام الكبير رفيق الكامل الذى دشنه مساء الخميس السيد عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث بروق الكمان الازرق بضاحية سيدى بوسعيد بحضور عدد من أهل الثقافة والفن والاعلام من بينهم الاستاذ يوسف الصديق الذى كتب نصا متميزا حول هذا الرسام في الكاتالوغ يتضمن المعرض 21 لوحة من الحجم الكبير في تقنية أكرليك على قماش وتلوينات مختلفة تراوح بين الابيض والاسود والرمادى والاحمر والازرق وفي أسلوب تجريدى صرف. يقول الرسام في لقاء خاطف معه/ هذا المعرض هو مواصلة لعمل شرعت فيه منذ عشرين سنة وأنت تلاحظ الان ان الموضوع اختفي تماما وبقي التلوين أو عصارة الرسم/ كما أكد بشيء من التحفظ التوجه الفلسفي في مقاربته الجمالية مثلما أشار الى ذلك يوسف الصديق في تحليله للاعمال المعروضة ويعد رفيق الكامل من أبرز الرسامين الذين تخرجوا من مدرسة الفنون الجميلة بتونس في الستينات قبل أن يواصل دراسته في باريس وقد قام بمعرض فني كبير سنة 1967 برواق يحيى أثبت فيه قدرته على الولوج الى عالم التجدي كما كان من أوائل الرسامين التونسيين الى جانب الهادى التركي وادغار نقاش الذين خاضوا غمار الاسلوب التجريدى في الفن بعد ذلك تولى التدريس بمدرسة الفنون الجميلة بتونس مع الاستمرار في عرض أعماله في باريس لاسيما في الحي اللاتيني وكذلك في تونس وخاصة في مركز الفن الحي ورواق صوفونيبه ويعد رفيق الكامل أحد مؤسسي التيار الطلائعي الذى برز في رواق ارتسام بالعاصمة في السبعينات وبداية الثمانينات الى جانب محمود السهيلي ورضا بن عبدالله ونجيب بلخوجة وميميتا وهو تيار أراد أن يتخلص من هيمنة/ مدرسة تونس /التي كان يتزعمها عبدالعزيز القرجي ويتمتع رفيق الكامل بقدرة فائقة على الانتقال من التجريد الى التشخيص ويستمد مواضيعه عندما يتعلق الامر بالاسلوب التشخيصي من الحياة اليومية ومحيطه الاجتماعي المباشر .