تشرع قناة العربية الاخبارية بمناسبة الذكرى الاولى لاندلا ع الثورة التونسية في بث سلسلة وثائقية درامية بعنوان " الفرار من قرطاج " عملت القناة على انتاجها باسلوب فني يعتمد للمرة الاولى في انتاج الاعمال الوثائقية حيث يروي الوثائقي الذي انتهى فريق الانتاج من تصويره في تونس احداث الساعات الحاسمة في تاريخ تونس التي أشعلت شرارة الربيعالعربي ، والقصة الكاملة لفرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من قصر قرطاج ثممن تونس تحت ضغط الثورة الشعبية ، كما يتحدث الوثائقي عن حقيقة التهدايدات التياستهدفت الرئيس التونسي واجبرته على الفرار ، استنادا الى وثائق سرية ومحاضرتحقيقات مع عدد من المسؤولين التونسيين ، والوثائقي الذي شارك فيه اكثر من 30 ممثلايعيد تركيب الاحداث كما وردت على لسان الفاعلين فيها في قصة مشوقة تروي حقيقةالفرار ، بعد أن تحصلت العربية على وثائق التحقيقات والشهادات التي اجرتها السلطات مع عدد من المسؤولين التونسيين من شخصيات سياسية وأمنية وعسكرية كانت شاهدة على الاحداث وقد عمل فريق العربية في مرحلة اولى على تحليل الوثائق والشهادات واعادة تركيبها ومن ثمة اعادة صياغتها في شكل سيناريو درامي صاغه الصحفي بالقناة الهادي الحناشي كما عهد بتنفيذ العمل الى فريق تقني عالي الكفاءة من الفنيين التونسيين العاملين في حقلي السينما والتلفزيون حيث تولى المخرج التونسي المقيم بفرنسا مديح بلعيد الإخراج الدرامي للعمل بينما اعتمدت القناة وللمرة الاولى التعاون مع المتج السينمائي المعروف عبد العزيز بن ملوكة كمنتج منفذ للعمل ، وقد بذل الفريق جهدا استثنائيا ليتم انجاز العمل في ظرف زمن قياسي حيث تم تصوير المشاهد الدرامية في كل من مطار تونسقرطاج الدولي وفي برج المراقبة بالمطار وفي القصر الرئاسي بقرطاج وبوزارة الداخلية وبعدد من احياء العاصمة التونسية ، والعمل الذي يعد الثاني ضمن سلسلة الاعمال الكبرى التي انتجتها قناة العربية في تونس بعد النجاح الكبير للفيلم الوثائقي زمن بورقيبة الذي لخص مسيرة قرن من تاريخ تونس من خلال مسيرة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة ، واذا كان زمن بورقيبة مختلفا من حيث تركيزه على الوثائق التاريخية والشهادات لعدد من معاصري بورقيبة ، فإن فيلم " الفرار من قرطاج " يعد بمثابة الهدية التي تقدمها قناة العربية لمشاهديها في تونس والعالم العربي حيث ستقدم وللمرة الاولى وبأسلوب لم تعهده الفضائيات العربية حقيقة ما حدث في تونس يوم الرابع عشر من يناير لتمهد الطريق امام نوع جديد من الدراما الاخبارية التي تزاوج بين المعالجة الفنية للمعلومة ودقتها .
كواليس العمل
قناة العربية عهدت بتنفيذ هذا العمل الى الصحفي محمد الهادي الحناشي الذي نجح في اعداد السلسة الوثائقية زمن بورقيبة التي انتجتها قناة العربية العام 2006 والتي لاقت نجاحا كبيرا في تونس وخارجها وتم توزيعها على نطاق واسع بواسطة اشرطة الفيديو كما تمت اعادة بثها في عديد القنوات العربية والتونسية ، وقد اعد محمد الهادي الحناشي الفيلم كما صاغ السيناريو فيما عهدت القناة للمخرج التونسي المقيم بفرنسا مديح بلعيد الذي عرفه الجمهور التونسي من خلال مسلسل نجوم الليل عبر قناة حنبعل التونسية ، واذا كانت هذه التجربة الاولى للزميل الهادي الحناشي في كتابة السيناريو الدرامي فهي ايضا التجربة الاولى للمخرج مديح بلعيد في الدراما الوثائقية . كما عهدت القناة للمنتج السينمائي التونسي المعروف عبد العزيز بن ملوكة ليكون منتجا منفذا للعمل نتيجة الخبرة التي يتمتع بها .
كان من المفروض ان تتولى تنفيذ العمل شركة بريطانية متخصصة في الدراما الوثائقية لكنه اشترطوا منحهم مدة ستة اشهر لتنفيذه لكن الفريق التونسي قبل بالتحدي وعمل بالليل وبالنهار على تنفيذ العمل وتصوير جميع مشاهده في مدة لم تتعد الشهر د
يعمل الفريق نهارا في مواقع التصوير وفي الليل يتم السهر على عمليات المونتاج
تم اجراء مقابلات مع اكثر من 200 شخصا لاختيار ممثلين وكان المقياس الاساسي هو الشبه بينهم وبين الشخصيات الحقيقية وقد ساهم في العمل 32 ممثلا جسدوا الشخصيات المحورية واكثر من 50 شخصا من الكومبارس
تم تصميم الازياء بما فيها تلك التابعة لقوات الامن والجيش بالاعتماد على مصممين مختصين في هذه النوعية من الملابس
اكثر المشاهد تعقيدا كانت تلك التي تمت في المطار حيث كانت الامطار عائقا في وجه الفريق ومع ذلك تمكن الفريق من التغلب على المصاعب
الممثل محمد السياري لعب دور وزير الداخلية احمد فريعة وكان أداؤه رائعا الممثلة وحيدة الدريدي مثلت دور ليلى بن علي شبيه بن علي حمدة وناس اصيل احدى المناطق الساحلية في تونس كان الاكتشاف الابرز في هذا العمل .
قناة العربية الاخبارية من أوائل القنوات الاخبارية التي واكبت الثورة التونسية منذ ساعاتها الاولى وقامت في زمن قياسي بنشر شبكة مراسليها في مدن تونسية مختلفة مثل باجة والقصرين وسيدي بوزيد وصفاقس وبنزرت بالاضافة الى حضورها القوي في العاصمة