اعتمدنا على 32 ممثلا منهم شبيه لبن علي كانت " الصباح نيوز" قد قدمت تفاصيل أولية حول أول شريط وثائقي درامي سيروي تفصيل هروب زين العابدين بن علي يوم 14 جانفي المنقضي من تونس ..وقد وافانا الزميل محمد الهادي الحناشي معدّ وصاحب سيناريوهذه الدراما بتفصيل ضافية نوردها فيما يلي يقول محمد الهادي الحناشي الصحفي التونسي بقناة العربية الاخبارية " أن القناة فكرت في احياء الذكرى الاولى للثورة التونسية بشكل مخالف لما ستقدمه بقية القنوات العربية ليكون تميزها في شكل سلسلة وثائقية درامية تحت عنوان "الفرار من قرطاج " تبث أيام 12 و13 و14 جانفي 2012 في ثلاثة اجزاء عملت القناة على انتاجها باسلوب فني يعتمد للمرة الاولى في انتاج الاعمال الوثائقية حيث يروي الوثائقي الذي انتهى فريق الانتاج من تصويره في تونس احداث الساعات الحاسمة في تاريخ تونس التي أشعلت شرارة الربيع العربي ، والقصة الكاملة لفرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من قصر قرطاج ثم من تونس تحت ضغط الثورة الشعبية ، كما يتحدث الوثائقي عن حقيقة التهدايدات التي استهدفت الرئيس التونسي واجبرته على الفرار ، استنادا الى وثائق سرية ومحاضر تحقيقات مع عدد من المسؤولين التونسيين ، والوثائقي الذي شارك فيه اكثر من 30 ممثلا يعيد تركيب الاحداث كما وردت على لسان الفاعلين فيها في قصة مشوقة تروي حقيقة الفرار ، بعد أن تحصلت العربية على وثائق التحقيقات والشهادات التي اجرتها السلطات مع عدد من المسؤولين التونسيين من شخصيات سياسية وأمنية وعسكرية كانت شاهدة على الاحداث وقد عمل فريق العربية في مرحلة اولى على تحليل الوثائق والشهادات واعادة تركيبها ومن ثمة اعادة صياغتها في شكل سيناريو درامي صغته شخصيا كما عهد بتنفيذ العمل الى فريق تقني عالي الكفاءة من الفنيين التونسيين العاملين في حقلي السينما والتلفزيون حيث تولى المخرج التونسي المقيم بفرنسا مديح بلعيد الإخراج الدرامي للعمل بينما اعتمدت القناة وللمرة الاولى التعاون مع المنتج السينمائي المعروف عبد العزيز بن ملوكة كمنتج منفذ للعمل ، وقد بذل الفريق جهدا استثنائيا ليتم انجاز العمل في ظرف زمن قياسي حيث تم تصوير المشاهد الدرامية في كل من مطار تونسقرطاج الدولي وفي برج المراقبة بالمطار وفي القصر الرئاسي بقرطاج وبوزارة الداخلية وبعدد من احياء العاصمة التونسية " ويعتبر هذا االعمل الذي يعده الزميل الهادي الحناشي الثاني ضمن سلسلة الاعمال الكبرى التي انتجتها قناة العربية في تونس بعد النجاح الكبير للفيلم الوثائقي زمن بورقيبة الذي لخص مسيرة قرن من تاريخ تونس من خلال مسيرة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة ، فهل يختلف "الفرارمن قرطاج " عن " زمن بورقيبة "؟ عن هذا السؤال يجيب الحناشي بالقول انه اذا كان زمن بورقيبة مختلفا من حيث تركيزه على الوثائق التاريخية والشهادات لعدد من معاصري بورقيبة ، فإن فيلم " الفرار من قرطاج " يعد بمثابة الهدية التي تقدمها قناة العربية لمشاهديها في تونس والعالم العربي حيث ستقدم وللمرة الاولى وبأسلوب لم تعهده الفضائيات العربية حقيقة ما حدث في تونس يوم الرابع عشر من جانفي لتمهد الطريق امام نوع جديد من الدراما الاخبارية التي تزاوج بين المعالجة الفنية للمعلومة ودقتها . لكن كيف تم حبك سيناريو "الفرارمن قرطاج " ليروي ما حصل هل بالاعتماد على الشخصيات ام الاحداث ام التوقيت ؟ بالنسبة للحناشي فان البطل الرئيسي للشريط هو الشعب التونسي والشريط تنطلق احداثه من شارع بورقيبة حيث كانت فناة العربية حاضرة هناك منذ الصباح الباكر الى جانب قناتين فرنسيتين لذلك اعتمد الشريط على ما صورته القناة وانطلقت في تطور زمني متابعة الاحداث من شارع بورقيبة الى قصرقرطاج ووزارتي الداخلية والدفاع ومطار قرطاج ... ومع تطور الاحداث تظهر الشخصيات المحورية التي سيتكلم نصفها اواكثر في حين يكتفي آخرون بالظهور أو بقول جملة واحدة ..وقد تم اجراء مقابلات مع اكثر من 200 شخصا لاختيار ممثلين وكان المقياس الاساسي هو الشبه بينهم وبين الشخصيات الحقيقية و ساهم في العمل 32 ممثلا جسدوا الشخصيات المحورية ...هذا وقد لعب الممثل محمد السياري دور وزير الداخلية احمد فريعة وكان أداؤه رائعا ..أما الممثلة وحيدة الدريدي فمثلت دور ليلى بن علي في حين جيء بشبيه بن علي من احدى المناطق الساحلية في تونس وكان الاكتشاف الابرز في هذا العمل ويدعى حمدة وناس .كما تولى اكثر من 50 شخصا لعب دورالكومبارس في حين تم تصميم الازياء بما فيها تلك التابعة لقوات الامن والجيش بالاعتماد على مصممين مختصين في هذه النوعية من الملابس ...وعن اكثر المشاهد تعقيدا كانت تلك التي تمت في المطار حيث كانت الامطار عائقا في وجه الفريق ومع ذلك تمكن الفريق من التغلب على المصاعب يذكر انه كان من المفروض ان تتولى تنفيذ العمل شركة بريطانية متخصصة في الدراما الوثائقية لكنه اشترطوا منحهم مدة ستة اشهر لتنفيذه لكن الفريق التونسي قبل بالتحدي وعمل بالليل وبالنهار على تنفيذ العمل وتصوير جميع مشاهده في مدة لم تتعد الشهر .. وقد عمل الفريق نهارا في مواقع التصوير وفي الليل يتم السهر على عمليات المونتاج كما تجدر الاشارة الى ان الهادي الحناشي الذي نجح في اعداد السلسة الوثائقية زمن بورقيبة التي انتجتها قناة العربية العام 2006 والتي لاقت نجاحا كبيرا في تونس وخارجها وتم توزيعها على نطاق واسع بواسطة اشرطة الفيديو كما تمت اعادة بثها في عديد القنوات العربية والتونسية ، يدخل لاول مرة هذه تجربة كتابة السيناريو الدرامي ونفس الامر بالنسبة للمخرج مديح بلعيد في الدراما الوثائقية