في محاولة بائسة من داعش لجذب مجندين جدد يتجه داعشاللاجئين لتجنيدهم من خلال إغرائِهم بمساعدات مالية مقدما لهم مرتبات شهرية في حالة الانضمام إليه، وذلك بحسب تقرير صادر عن مركز أبحاث كويليام لمكافحة التطرف. بينما يستمر تراجع تنظيم داعش الإرهابي عن الأنظار، بعد استحواذه على الاهتمامِ العالمي بعمليات إرهابية يحاول التنظيم استغلال حالة اليأس التي يشعرُ بها السوريون والعراقيون الهاربونَ من جحيمِ المعارك في بلادِهم إلى المخيمات، وإغرائِهم بمساعدات مالية تعويضا لتراجعِ عددِ الشباب المنضم إلى التنظيم. حيث أظهرت دراسة حديثة لمركز «كويليام» البحثي الإنجليزي أن داعش يستغل أماكنَ تجمع اللاجئين كساحة جديدة لتجنيدِ الشباب، سوَاء كانت المخيماتُ الإنسانية أو طُرقِ الهجرةِ إلى الدولِ الأوروبية، أو الدول التي يكثرُ إقامة اللاجئين بها مثلُ تركيا ولبنان والأردن، ويعرض التنظيم بوضوح تقديم مساعداتٍ تصل إلى ألفين دولار أمريكي، في المخيمات اللبنانية والأردنية بالتحديد. وعلى طرق الهجرة من سوريا إلى الدولِ الأوروبية، والتي تمر غالبا بتركيا، يعرض داعش نقلا مجانيا إلى وجهة الهجرة لمن لا يمانعون في الانضمام إليه، ما يعد عرضا مغريا للاجئين الذين يتطلب وصولهم إلى دولة أوروبية تكلفة تصل إلى 600 دولار أمريكي، وبعد نقل المتعاونين إلى أوروبا، يعرض التنظيم عليهم ألف دولار مقابل الانضمام إلى التنظيم. وتفسر الدراسة هذه التكاليف التي يتكبدها التنظيم للتجنيد، بأن اللاجئين يشكلون فرصة لعودتهِ إلى شن عمليات مدوية في أوروبا، كما يمكنه إخفاء أعضائه في هذه الدول وسط جموع اللاجئين دون أن تكشتفهم الأجهزة الأمنية، فضلا عن احتياج داعش إلى الأطفال والشباب على أملِ أن يعيدوا بناءَ دولتهِ المزعومةِ في المستقبل. وتحذرُ دراسةُ «كويليام» من أن اللاجئينَ المحبطينَ هم الفئة الأكثرُ عرضةً للاستسلام إلى أفكارِ داعش، حيث يهرب بعضهم ليجدَ نفسه بلا أهلٍ أو مأوى أو مصدرَ رزق، ويقدمُ لهم التنظيم مرتباتٍ شهرية في حالةِ الانضمام إليه، تصل إلى 500 دولارِ، أي أكثرَ من ضعفِ نصيب الفردِ من الدخلِ القومي في بعضِ الدول كالصومال، وفقًا لإحصائيةٍ للأمم المتحدة.