قلما نجد ظاهرة قد استبدت بفئة واسعة من الشباب التونسي شأن ظاهرة الرغبة في الهجرة السرية نحو الدول الأوروبية طمعا في الحصول على رواتب خيالية تحقق أحلامهم وتنعش آمالهم. وبعد تضييق وحدات الأمن التونسية الخناق على عصابات تنظيم رحلات الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، لجأت أعداد كبيرة من الشباب التونسي الى العبور نحو مدينة زوارة الليبية لتكون نقطة البداية لرحلتهم السرية لكنهم اصطدموا بإجراءات أممية ودولية للتصدي للهجرة السرية في عرض البحر . كل هذه الاجراءات الوطنية والدولية لم تثن شباب تونس على استنباط طرق تحيّل أخرى للعبور نحو قارة أحلامهم وهي قارة أوروبا حيث اتضح لحقائق اون لاين من خلال محادثات مع عدد من الشبان اعتماد طرق اخرى للوصول إلى أوروبا ترتكز أساسا على التخفي في ثوب لاجئ سوري. ثلاثة شبان تونسيين أصيلي ولاية القيروان وصلوا مؤخرا الى دولة ألمانيا متخفين وسط قافلة اللاجئين السوريين الذين هجروا بلادهم بسبب المعارك المسلحة هناك. وكشفت صور الشبان على مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" النقاب عن مغامراتهم السرية التي انطلقت بدايتها من مطارات تونس نحو تركيا ثم الى سوريا لتنتهي بوصولهم إلى ألمانيا. وقال الشاب (و.ع) أصيل منطقة العلا بولاية القيروان في حديث لحقائق أون لاين أنه اختار الهجرة نحو أوروبا بعد أن لازمه الفقر والبطالة و بعد أن فقد موطن شغله بسبب الأحداث الإرهابية. وأفاد بأنه كان يشتغل في نزل بمدينة الحمامات إلا أن النزل أُغلق سنة 2014 بسبب أزمة القطاع السياحي الناتجة عن الأعمال الإرهابية. وبدأت رحلة هذا الشاب،الذي لم يرد الإفصاح عن هويته، من مطار قرطاج ليسافر نحو تركيا أين أقام يومين قبل أن يتسلل إلى سوريا رفقة صديقين له أصيلي ولاية القيروان. وأشار إلى أنه قد دخل إلى سوريا رفقة صديقيه مستغلين الانفلات الأمني على الحدود التركية السورية وعدم وجود رقابة أمنية هناك. وأظهرت الصور تواجد الشبان التونسيين في سوريا قبل أن يصلوا إلى مدينة شتوتغارت الألمانية. وانضم الشبان التونسيون إلى قافلة المهاجرين السوريين الذين شدوا رحالهم نحو أوروبا هربا من حرب دامية وخوفا من بطش تنظيم داعش الإرهابي وتمكنوا من الوصول إلى مدينة شتوتغارت الألمانية أين وفرت لهم دولة ألمانيا ملاجئ يقطنون بها ومساعدات مالية. الشاب التونسي بين لنا أن عدة جنسيات تونسية ومغربية وأخرى باكستانية وهندية تندسّ ضمن قافلات المهاجرين السوريين التي تلجأ إلى دولة ألمانيا مشيرا إلى أنه يقطنون معهم في الملاجئ. وقال إنهم يتقاضون مساعدات إنسانية ومبالغ مالية تقدر ب670 يورو شهريا لكل رب عائلة و350 يورو لمن لا معيل له ممن أعمارهم دون 18 عاما دون أن تتفطن إليهم الجهات الأمنية الألمانية. المغامرة خاضها الشبان، بحسب محدثنا، بحثا عن مواطن شغل في ألمانيا أو في دول الاتحاد الأوروبي برواتب عالية وبأجور محترمة وبهدف نسيان أزمة الفقر والبطالة التي أنهتكهم في تونس. 30% من اللاجئين في ألمانيا ليسوا سوريين قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية توبياس بليت، إن حوالي ثلث طالبي اللجوء الذين يصلون إلى ألمانيا يزعمون أنهم من سوريا. وصرح توبياس بليت في مؤتمر صحفي سنة 2015 أن حوالي 30 % من طالبي اللجوء الذين يزعمون أنهم سوريون ليسوا سوريين، مشيرا إلى أن هذا العدد تقديري و لا توجد إحصائيات رسمية دقيقة بهذا الشأن. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد كشفت عن برنامج مساعدات يقدم لحكومات الولايات الألمانية ويتضمن مبلغ 670 يورو شهريا تقدم لكل لاجئ.