عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة خاصة بشأن ليبيا، قدم فيها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتين كوبلر، إحاطة عامة بالأوضاع هناك. وحذر كوبلر من تفاقم الأوضاع في ليبيا وعدم الالتزام باتفاق الصخيرات، الذي وقع في كانون الأول/ ديسمبر عام 2015، ولفت الانتباه إلى أنه لا يرى بديلاً عنه وأنه إذا لم تلتزم الأطراف به فإنها لن تلتزم بأي اتفاق غيره. وأكد أن المجتمع الدولي وأغلب الليبيين يؤيدونه. وجاءت أقوال كوبلر خلال إحاطته الشهرية التي يقدمها أمام مجلس الأمن في نيويورك للوقوف عند آخر التطورات هناك. وحاول كوبلر في بداية إحاطته لفت الانتباه إلى بعض المؤشرات الإيجابية على الأرض، وقال "إن القتال ضد الإرهاب يأتي بثماره وسجل نجاحات في بنغازي وسيرت. ولم يعد داعش يسيطر على أي مناطق في ليبيا. أما في ما يتعلق بالوضع الأمني في طرابلس فهو مستقر". وفي ما يخص النفط الليبي أكد "أن إنتاج النفط مستمر وشهد ارتفاعاً وهناك إمكانية لزيادته". لكنه قدم صورة قاتمة للوضع عندما تحدث عن التفاصيل، بدت مناقضة للتفاؤل الذي حاول رسمه بداية إحاطته. وقال إن تفاؤله وثقة الليبيين باتفاق الصخيرات بدآ في تلاش ليحل مكانهما الغضب والإحباط وخيبة الأمل. ونوه في هذا الصدد إلى "أن عدم اليقين أدى إلى تشتت وارتكاب مخالفات تصب جميعها وبشكل خطير في فراغ القوة السياسي". وطالب الأطراف السياسية الليبية بتأدية مهامها والالتزام بالاتفاق، وقال إن استمرار الخلافات يشكك في قدرتها ومصداقيتها. وأضاف المبعوث الأممي، أن الانقسامات تضع ليبيا على مسار خطير. وتحدث عن انعدام الخدمات الاجتماعية، بما فيها تلك الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والصحة والتعليم في الكثير من المنطاق في البلاد. وتحدث عن خسارة الدينار الليبي من قيمته وانخفاض في معدل الدخل بمستويات غير مسبوقة. ولفت الانتباه إلى تنامي اقتصاد الظل وتفشي الفساد. وتحدث عن تهديد الانقسام السياسي وتأثيره سلباً على كافة نواحي الحياة في ليبيا وعن إعاقة الجهود الرامية لتحقيق قوى أمنية موحدة.