نتخب البرلمان العراقي، مساء الثلاثاء، السياسي الكردي برهم صالح رئيساً لجمهورية العراق. وجاء فوز صالح بالرئاسة بعد انسحاب منافسه فؤاد حسين، بالجولة الثانية من تصويت أعضاء البرلمان، وهو ما رفضته رئاسة المجلس التي طلبت خوض جولة تصويت جديدة خسر فيه الأخير. وكان الاتحاد الوطني الكردستاني، أعلن الأربعاء 19 سبتمبر 2018، ترشيح برهم صالح لتولّي منصب رئيس الجمهورية، وهو ما دفع إلى تكثيف المفاوضات واللقاءات بين الأكراد وأطراف العملية السياسية ببغداد، وسط تحفّظات أطراف كردية على كلا المرشّحين (صالح وحسين) اللذين يتصدّران مشهد المفاوضات. وأسهم ترشيح السياسي المخضرم برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية في توسيع حالة الانقسام بين القوى الكردية، التي جرى عرفاً منحها منصب الرئيس، ضمن عملية المحاصصة الطائفية والعرقية والقومية التي اعتمدها الأمريكيون في العراق عقب الغزو عام 2003، ولا تزال متّبعة حتى الآن. ومساء الأحد 23 سبتمبر 2018، وصل وفد صالح المفاوض إلى بغداد لمناقشة تشكيل الحكومة القادمة، وإعلان اسم مرشّحه خلفاً للرئيس معصوم. وبدت حظوظ القيادي في الاتحاد الوطني هي الكبرى حتى الآن؛ بسبب ما يمكن اعتباره عرفاً سياسياً يقضي بشغل ممثل عن الحزب المذكور منصب الرئيس. ورغم أن اتفاقاً ضمنيّاً بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، عقب عام 2003، منح منصب رئاسة الجمهورية للاتحاد الوطني مقابل رئاسة الإقليم للحزب الديمقراطي، فإن التصدّعات التي شهدتها الساحة السياسية في الإقليم عقب أزمة استفتاء 2017 قد أطاحت بهذه التفاهمات، وظهر ذلك جلياً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.