مثلت اشكاليات قطاع النقل بولاية اريانة وسبل تطوير الخدمات وجودتها وانعكاسات النقل على الدورة الاقتصادية والاوضاع الاجتماعية لمتساكني الجهة، محور الحوار الجهوي للنقل باريانة المنعقد اليوم الخميس بمقر الولاية بحضور ممثلي الهياكل المعنية لى غرار التجهيز والبلديات ومكونات المجتمع المدني ونواب البرلمان عن الجهة. وقدم وزير العدل محمد كريم الجموسي لدى اشرافه على فعاليات الحوار الجهوي جملة من التوصيات التي يمكن الاستئناس بها لوضع استراتيجية قصيرة وطويلة المدى لتطوير قطاع النقل بصفة عامة والذي قال انه "حساس وحيوي ولابد من النظر فيه بصفة جدية ووضع البرامج والخطط الكفيلة بتطويره في ظل تنامي العمران بالمدن لدفع عجلة الاقتصاد وتحسين ظروف عيش المتساكنين وتحسين جودة الخدمات". واضاف الوزير ان قطاع النقل "يعرف اشكاليات جمة خاصة على مستوى الاكتظاظ في وسائل النقل العمومي والحضري والنقل بين المدن مع تقادم الاسطول وتردي الوضع البيئي بالمحطات وداخل وسائل النقل وتردي الخدمات لاسيما المرتبطة بمواعيد انطلاق الحافلات والقطارات وغيرها بما يعمق معاناة المواطن ويساهم بشكل او باخر في تعطيل حركة الانتاج وتوتر المناخ الاجتماعي". وذكر في جانب اخر ان الهدف من الحوار الجهوي في قطاع النقل "الاستماع الى مشاغل الجهة ورفع التوصيات والمقترحات الكفيلة بتغيير واقع النقل للافضل الى رئاسة الحكومة من اجل وضع استراتيجية لتطوير القطاع في افق سنة 2030". وقدم المدير الجهوي للنقل باريانة خالد بن يوسف الوثيقة التوجيهية لقطاع النقل باريانة التي تبرز بالخصوص التراجع اللافت للخدمات في مجال النقل والاشكاليات المطروحة على مستوى الحركة المرورية والاكتظاظ داخل وسائل النقل وضعف الاطار التشريعي المنظم لقطاع النقل البري والانعكاسات السلبية لذلك على الاقتصاد بالجهة والحياة اليومية للمواطن. وتضمنت تدخلات نواب الشعب جملة من المقترحات التي من شانها تطوير قطاع النقل باريانة، من ذلك وضع مخطط مديري للمرور يكون مرتبطا باقليم تونس الكبرى ومراجعة امثلة التهيئة العمرانية لتستجيب الى متطلبات المدن والمناطق في النقل السريع والمنظم فضلا عن المطالبة بانجاز مشاريع التجهيز ذات الصلة بالبنية الاساسية والطرقات الرقمية لتيسير الحركة المرورية بجهة اريانة التي تعد نحو 650 الف ساكن. من جانبهم، تحدث رؤساء البلديات بولاية اريانة عن الاشكاليات المرورية المتفاقمة لاسيما وسط مدينة اريانة وسكرة ورواد، مطالبين بضرورة التحرك لايجاد حلول لمعضلة الاكتظاظ المروري بالمناطق البلدية وتنظيم قطاع النقل الريفي والتاكسي الجماعي والفردي وتوفير الحافلات بكل من سيدي ثابت وقلعة الاندلس التي تعد مناطق معزولة في غياب وسائل نقل كافية للمتساكنين.
