كذّب يوم الاثنين رئيس مجلس الشورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني على "موزاييك أف أم" تصريحات مسرّبة من الدورة الأخيرة للشورى لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في علاقة بموقف رئيس الجمهورية من الملف الليبي. وقال الهاروني أنه سيتحرى في الموضوع وفي التسريب أيضا إن كان صدر من داخل مجلس الشورى. من جهتها تحصّلت "موزاييك أف أم" على تسجيل صوتي من أشغال مجلس الشورى في دورته الأخيرة حيث اعتبر الغنوشي في كلمته أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد "تكلم على أشياء ما يعرفهاش" بتشبيهه الوضع الليبي بالوضع الأفغاني واقتراحه مجلس القبائل في ليبيا كحل، وذلك تأكيد -حسب الغنوشي- على عدم معرفة رئيس الدولة بالمجتمع الليبي وهو ما نظر اليه الليبيون بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم احتقارا لهم ما أدى الى مهاجمة الموقف التونسي. وقال الغنوشي "الرئيس التونسي يحطّ الليبيين في موضع جملة من القبائل، هذايا احتقار شديد بالنسبة لهم". وقد حاول الغنوشي في مداخلته أمام مجلس الشورى الاستشهاد بالمثل الشعبي التونسي "جاء يطبّها عماها" (متوجها لرئيس الدولة) إلا أنه لم يجد العبارة الصحيحة "واحد يجي يطبّ كيما يقولوا" فما كان لأحد الحضور ان يصحح ليرد الغنوشي ب"نعم". كما تحدث رئيس حركة النهضة أيضا عن محاولات لإقناع رئيس الجمهورية لإصلاح العلاقة بين ليبيا وتونس في لقائه به يوم ذكرى انبعاث الجيش الوطني وأن الليبيين غاضبون جدا من تصريحاته في زيارة العمل لفرنسا. وأكد الغنوشي أن مصالح تونس مع ليبيا أكبر من أي دولة أخرى قائلا "ما عناش مصالح مع أي دولة أخرى قدّ مع ليبيا". وذكّر الغنوشي بحجم التبادل بين تونس وليبيا قبل الثورة الذي بلغ 3 مليارات دولار وان 70% من السلع في السوق الليبية كانت سلعا تونسية اما اليوم فإن هذه النسبة تمتلكها تركيا. وأضاف الغنوشي أن وزير التجارة السابق زياد العذاري أقر توظيف ضرائب على السلع التركية رغم مخالفته لاتفاق بين تونسوتركيا منذ سنة 1994 قائلا "هو وزير النهضة لكنه وزير تونس ومسؤول على مصالح تونس قبل كل شيء".