أطلق المعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب بالشراكة مع بلدية رواد من ولاية أريانة برنامجا قطاعيا لتعزيز إدماج المهاجرين الأفارقة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والحد من مظاهر العنف الحضري وذلك في اطار الاحتفال باليوم العالمي للمهاجرين الموافق ليوم 18 ديسمبر من كل سنة. وقد انتظمت، اليوم الأحد، بالقطب التكنولوجي بالغزالة، تظاهرة تحسيسية للتعريف بأهمية البرنامج الذي يهدف إلى مزيد دعم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمهاجرين الأفارقة في الوسط الحضري عبر تنفيذ برامج عملية لضمان حقوقهم المدنية وتحسين ظروف عيشهم وخاصة الإحاطة بالفئات الهشة منهم على غرار النساء الحوامل والأمهات العازبات والأشخاص من ذوي الإحتياجات الخصوصية والطلبة والعمال من أوساط اجتماعية ضعيفة. وأكدت منسقة البرنامج بالمعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب، منتهى يافرمي "أن وجود نحو ألفي مهاجر إفريقي بمنطقة رواد فرصة للتفكير في آليات دعمهم على الصعيدين الإجتماعي والإقتصادي والنفسي من خلال الإنصات لمشاغلهم ومحاولة إيجاد حلول لمشاغلهم المرتبطة أساسا بصعوبة الإندماج بالمجتمع جراء الإختلاف في الرؤى والثقافة والعادات والتقاليد وغيرها ". وثمنت بالمناسبة "الدور الذي يمكن أن تلعبه السلطة المحلية لتأمين الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية للمهاجر والظروف الاجتماعية الملائمة بهدف القضاء على كافة أشكال العنف المسلط عليه وتحسين مستوى عيشه وبالتالي تيسير اندماجه الاجتماعي والاقتصادي". من جهته، إعتبر رئيس بلدية رواد، عدنان بوعصيدة، ان "خيار المجلس البلدي منذ انتخابه كان الاحاطة بالمهاجرين الافارقة برواد الذي يتزايد عددهم يوما بعد آخر عبر ارساء جملة من البرامج المتعلقة بتيسير اندماجهم في المجتمع ". وأشار، في هذا الصدد، الى "تركيز خلية انصات ومتابعة لمشاغل المهاجرين الافارقة بالدائرة البلدية بالغزالة وبرمجة انجاز روضة أطفال بلدية لفائدة ابنائهم واقرار جملة من المساعدات الاجتماعية والرعاية الصحية في مختلف المناسبات وتطوير قدراتهم من خلال الدورات التكوينية في اللغة العربية مع الإحاطة النفسية والمادية بالفئات الهشة على غرار النساء والاطفال". وتضمن برنامج التظاهرة حول موضوع "التعاون متعدد الجوانب من اجل ادماج ناجع للمهاجرين " جملة من المحاضرات حول دور مكونات المجتمع المدني في الاحاطة بالمهاجرين على مستوى التعريف بحقوقهم المدنية، وكيفية نبذ العنف الحضري، الى جانب تقديم مقاربة شاملة حول دور التعاون الثنائي ومتعدد الجوانب بين المنظمات والسلطة المحلية لتحسين ظروف عيش المهاجرين والتوقي من فيروس "كورونا" المستجد.