تخلى سياسيو موريتانيا ومدونوها عن متابعة كأس إفريقيا، وعن ملاحقة النشاط السياسي، لينشغلوا برقصة تم تداولها على نطاق واسع للشيخ عبد الفتاح مورو، الزعيم النهضوي التونسي، خلال حفل زفاف. وأحرجت الصورة التي ظهر فيها الشيخ مورو في حالة طرب وهو يراقص الفنانة مريم بن مولاهم، زملاء الشيخ في حزب التجمع من أجل الإصلاح المحسوب على الإخوان، حيث دافعوا عن الشيخ قبل أن يعترفوا بأن الرقصة لا تناسب من هو في سن وسمعة الشيخ مورو، وبالتالي استنكروها ودعاه بعضهم للتوبة منها. وعلق القيادي الإسلامي البارز محمد جميل منصور، على الحادثة قائلاً: «كتب بلاه بشير تدوينة قال فيها: الأستاذ محمد جميل منصور، ما هو رأيكم في رقص عبد الفتاح مورو القيادي في تيار الإخوان مع الفنانة مريم بن مولاهم» ثم ألحقها بصورة مورو مع المعنية، وعلقت له قائلاً: أولاً هذا يصعب تصديقه، والصور سهلة الفبركة. ثانياً، عبد الفتاح استقال من النهضة ولم يعد يمثلها. ثالثاً، إن صحت الصورة فمدانة ومستنكرة، والحق هو المعيار لا الرجال». وأضاف ولد منصور: «الآن بعد أن تبين أن الصورة صحيحة للأسف، ليس لنا إلا الإنكار الواضح، فهذه مخالفة صريحة وإساءة بالغة». دعاه البعض للتوبة ورقصته وظفت ضد الإخوان وكتب الإعلامي والشاعر أحمد أبو المعالي، عن رقصة مورو، يقول: «أثار ظهور الشيخ عبد الفتاح مورو وهو ينتشي برقصة مع سيدة غير محتشمة، لغطاً واسعاً، وهنا أسجل ملاحظات؛ أولاها أن انتشاء البعض بكون الشيخ من «النهضة» واعتبار ذلك نقطة سوداء لا تغفر في سجلها وتجاوز ذلك إلى ما يشبه تصفية الحسابات مع الخصوم هو وضع للأمور في غير سياقها، والتهافت للتنصل من الشيخ باعتباره استقال من النهضة وكأن ذلك يعني استقالة من الإطار الفكري الجامع والأهم في الروابط هو ضيق أفق لا داعي له؛ فالشيخ حفظه الله أحد أعلام العمل الإسلامي، دخل أو خرج، ما لم يصرح أنه خرج من ربقة الفكرة، كما فعل البعض». وقال: «الموقف من الرقص والتواجد تتحكم فيه عوامل الأعراف والعادات، فهناك مجتمعات لا ترى في التمايل على الإيقاع الموسيقي ما يخل بالمروءة، بينما ترى مجتمعات أخرى أن الرقص في الملأ خطيئة؛ صحيح أن مكانة الشيخ ومنزلته تقتضي منه الابتعاد عن مثل هذه المواقف والمواقع، لا سيما ما يتعلق بالرقص مع سيدة سافرة، لكن ذلك لا يلغي تاريخ الشيخ ولا رمزيته، وإنما يؤخذ عليه على قدر الخطأ». وزاد: «في هذه أخطأ الشيخ، وانتقاد اللقطة وحدها وتجاهل عمر مديد في الخير ظلم للشيخ، وكم قد أصاب». وعلقت زينب التقي، القيادية البارزة في حزب التجمع، قائلة: «للأسف، ظهور الشيخ عبد الفتاح مورو بتلك الهيئة وفي ذلك الموقف منكر وتمييع، غفر الله للشيخ وتاب علينا وعليه». وكتب المدون باب سيدي معلقاً على الرقصة: «يصور بعض الناس ما فعله الشيخ التونسي تصويراً يوهمك أن رجلاً في سنه ودينه يضع يديه في يدي غانية متهتكة، يراقصها وينازعها ليلَ هوىً ومجون؛ صوروه شيخاً مسه طائف الهوى على كبَر، فهو يسابق بقية العمر لينتهب متعة التملّي لوجه فاتنة». وأضاف: «غاية الأمر أن بنيّة تونسية مبهورة بالحياة، أقامت حفلاً لمناسبة اجتماعية تخصها، فرغبت إلى الشيخ الذي تجله وتربط عائلتها به وشائج طيبة، حسب المنقول والظاهر، في الحضور والمشاركة لها في فرحتها على طريقة اجتماعية مألوفة في سياقها الاجتماعي والثقافي، وإن كانت نشازاً عندنا بني الصحراء ومن شابهونا، بل عند كل من يغلّبون صورة الوقار، ولهم الحق، وهذا ينبغي ألا يُخرج من سياقه ولا يعطى فوق حجمه». وزاد: «نعم، وضْع الرجل يده في يد امرأة أجنبية أكثر العلماء على حرمته، وهو مما لا يرتاح له الضمير، وإن كان مثل هذا لا يستقل دليلاً، والأمر أوضح عندما يتعلق بمثيلات مريم مولاهم (افهمْ عني يرحمك الله) إلا أن عمر الشيخ قد يسهم في حمايته من «التكهرب» الذي صانت الشريعة عنه المؤمنين بغض البصر.. وتركُ المراقصة لعله في الأحروية أمكن من الغض وأولى». «والحقيقة، يضيف المدون، أن الشيخ مورو عند من يعرفه فوق شبهات كثيرة، وهو في تعظيم الشرع وتقديس أصوله وأحكامه غير متهم؛ لكنّ له انتماء لمدرسة إصلاحية (من أعلامها الشيخ محمد عبده/ القرضاوي/ الترابي) بقدر ما هي عريقة في الانتماء للإسلام والذب عنه والكدح الطويل في سبيله، هي كذلك تقدم آراء واجتهادات ومواقف في النفس منها شيء، وفيها جراءة تعسر السلامة معها، والله يعفو عنا وعنهم».