فجر سامي الفهري قنابل إعلامية و مجتمعية أثناء بثه مسلسل براءة والذي تناول فكرة الزواج العرفي وتعدد الزوجات. لم تمر الحلقة مرور الكرام، عندما أعلن '' سي وناس '' ( يجسد الدور فتحي الهداوي )، نيته خطبة المعينة المنزلية ''بية''، التي لا يتجاوز عمرها عمر أبنائه. صدمة العائلة في المسلسل لم تكن أكبر من صدمة المتفرجين. لم يعد الموضوع مجرد حلقة في مسلسل، بل سرعان ما تحول الموضوع إلى قضية رأي عام بعدما استضافت وسائل الاعلام، القضاة والشيوخ للإفتاء في المسألة. ثم نشر أحد الأحزاب الكبيرة في البلاد، بيانا للرأي العام للحديث عن هذه الحلقة من المسلسل والتي رأى الحزب أنها كشفت معضلة كبيرة أصبحت تتفاقم في مجتمعنا. و بطبيعة الحال، كثر الحديث حول مجلة الأحوال الشخصية والطاهر الحداد و الشرع وتعد الزوجات و هل ساهم سامي الفهري منتج المسلسل في التطبيع مع الزواج العرفي وتعدد الزوجات، أم أنه على عكس ذلك تحامل على شخصية التونسي الملتزم والمتدين و ألصق به صفات غير موجودة في مجتمعنا؟ آخرون يرون أن المشكل في المجتمع التونسي الذي ورغم مدنيته وحداثته فأنه يستبطن هذ الأفكار وكل ما تناولنا الموضوع على الطاولة إلا واكتشفنا أن المدنية فرضت علينا بسلطان القانون ونحن فعليا غير ذلك. وفي الأخير، أي كانت التحاليل، فأن الشيء الوحيد الثابت هو أن الممثل فتحي الهداوي أبدع في تقمص الدور وكشف كما لم يكشف أحد عن إنتهازية نwع من البشر و تظاهرهم بالتدين فقط لقضاء مآربهم.
