حتى هذه اللحظة، لم يتمكن العلماء من التوصل الى طرق تمكنهم من التنبؤ بأوقات حدوث الهزات الارضية والزلازل بشكل "دقيق ومطلق"، ولكن اصبح من الممكن توقع احتمالية حدوث الهزات الارضية والزلازل استناداً الى طرق علمية , بحيث تعطي هذه الطرق نتائج احتمالية ومؤشرات " ليست قطعية " ولكن تصيب في اغلب الاحيان في عملية التوقع والتنبؤ. ومن هذه الطرق , اثر رنين شومان وdutchsinse التي اثبتت جدواها "بشكل نسبي" في توقع الاماكن المعرضة لحدوث هزات ارضية بفعل انتقال الطاقة التي تنتجها الزلازل في اماكن اخرى على اثر انزلاق الصفائح التكتونية , علماً انه ليس بالضرورة ان تقع هزات ارضية في الاماكن التي يتم توقعها , ولكن تبقى الاحتمالية واردة , مما يساهم في اخذ الاحتياطات اللازمة في المناطق المصنفة بانها نشطة زلزالياً. قمنا في المركز العربي للمناخ وبعد حدوث سرب من الزلازل والهزات الارضية القوية جنوبايران والتي تأثرت بها الامارات واجزاء من دول الخليج العربي قبل عدة ايام بنشر تقرير حول هذا السرب من الزلازل بالاضافة الى اننا اشرنا في التقرير سابق الذكر ان دول الشرق الاوسط والدول المطلة والقريبة من البحر الأبيض المتوسط معرضة لحدوث هزات ارضية متفرقة نتيجة انتقال الطاقة الناتجة عن النشاط الارضي. وبالفعل تم تسجيل عدة اهتزازات ارضية نذكر منها هزة تم تسجيلها قبالة السواحل اللبنانية في البحر المتوسط , وهزات اخرى في خليج جانوا وفي الارخبيل اليوناني , كان اخرها الهزات الارضية التي سجلت اليوم شمال الجزائر في مدينة وهران الساحلية. واثناء كتابة هذا التقرير حدثت هزة ارضية في مدينة شيراز الايرانية والتي تقع غرب ايران على نفس خط العرض الذي يمر من الكويت تقريباً. وبناء عليه , واستناداً الى الدراسات التي اجريناها في المركز العربي للمناخ , فاننا نتوقع استمرار حدوث الهزات الارضية في حوض خليج عمان والخليج العربي وتحديداً في منطقة تلاقي الصفيحة العربية مع الصفيحة الاوراسية في الجزء الجنوبي من ايران , مما يؤدي الى انتقال جزء كبير من الطاقة الناتجة عن الضغط في الصفائح الارضية صوب الشرق الاوسط , لتستمر حتى تشمل مختلف الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط , مما يرفع من احتمالية حدوث هزات ارضية قد تكون قوية خصوصا في المناطق القريبة من قبرص وتركيا وشمال الجزائر وحفرة الانهدام بين الاردن وفلسطين. ونؤكد انه ليس بالضرورة حدوث هزات ارضية في كافة المناطق المذكورة ولكن ترتفع احتمالية حدوث الزلازل والهزات الارضية كما اشرنا اعلاه.
