تعدّ عمليات حفظ السلام من أبرز الوسائل الأمميّة لتحقيق السلم والأمن الدوليين وتنفيذ قرارات الأممالمتحدة الرامية إلى مساعدة البلدان المضيفة على استعادة استقرارها وحماية المدنيين في حال نشوب نزاعات. وقد انخرطت تونس منذ ستّينات القرن الماضي في جهود حفظ السلام في مناطق التوتّر والنزاع من خلال إلحاق أكثر من 10 آلاف عسكري في 23 مهمّة في عدة مناطق من العالم، لاسيّما في قارتنا الإفريقية. ومثّلت الكنغو الديمقراطيّة أولى المشاركات التونسيّة في مثل هذه العمليّات تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة. ويبلغ العدد الجملي لمساهمة بلادنا في المهام الأممية لحفظ السلام حاليا حوالي 1000 ضابط عسكري وأمني وخبير سجون موزعين على 7 بعثات حفظ سلام، ستة منها منتشرة في افريقيا (مالي، افريقيا الوسطى، الكونغو الديمقراطية، السودان، جنوب السودان وابيي)، إلى جانب البعثة السياسية الخاصة في هايتي. وتمثّل عضوية تونس في مجلس السلم والامن للاتحاد الإفريقي للفترة 2022-2024 إطارا إضافيّا لتعزيز المساهمة التونسيّة في بلورة حلول إفريقيّة للقضايا الإفريقية، ودعم جهود الاستقرار وحفظ وبناء السلام في مناطق التوتر في قارّتنا، بما يعزّز الأمن والسلم الإقليميّين والدوليّين.