يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة لعام 1446 ه، والذي يوافق فلكيًا يوم الأربعاء 4 جوان 2025: يوم التروية الثامن من ذي الحجة 1446: محطة الإعداد الروحية للحج الأكبر يُعد يوم التروية، الثامن من شهر ذي الحجة، أولى المحطات الفعلية والمباركة في رحلة الحج العظيمة. إنه اليوم الذي يسبق الوقفة الكبرى بعرفة، ويحمل في طياته دلالات روحية عميقة واستعدادات عملية تضع الحاج على عتبة الركن الأعظم من أركان الإسلام. في هذا العام، 1446 ه، يوافق يوم التروية فلكيًا يوم الأربعاء الرابع من جوان 2025، لتتجه أنظار وقلوب ملايين المسلمين نحو مكةالمكرمة، حيث تبدأ مناسك الحج. لماذا سمي يوم التروية بهذا الاسم؟ تعود تسمية هذا اليوم ب "يوم التروية" إلى عدة روايات، جميعها تشير إلى معنى الاستعداد والتزود: الارتواء من الماء: الرواية الأكثر شيوعًا تقول إن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء في مكةالمكرمة ويأخذون معهم ما يكفيهم من الماء إلى منى وعرفات، حيث كانت المياه شحيحة في تلك الأيام. رؤية إبراهيم عليه السلام: قيل إن نبي الله إبراهيم عليه السلام رأى في هذه الليلة رؤيا ذبح ابنه إسماعيل، فأصبح يروي في نفسه ويفكر: هل هذه الرؤيا من الله أم من الشيطان؟ ومن هنا جاءت تسمية "التروية". أعمال الحجاج في يوم التروية: في يوم التروية، يبدأ الحجاج خطواتهم العملية نحو إتمام فريضة الحج. تختلف الأعمال قليلًا بين أنواع النسك (التمتع، القارن، المفرد)، ولكن الخطوات الأساسية تشمل: الإحرام للحج: للمتمتعين: وهم الذين أدوا العمرة وتحللوا من إحرامهم، يقومون بالإحرام للحج مرة أخرى من أماكن إقامتهم في مكةالمكرمة أو الحرم. يستحب لهم الاغتسال والتنظف والتطيب قبل الإحرام. للقارنين والمفردين: وهم الذين بقوا على إحرامهم منذ الميقات، يستمرون في إحرامهم ولا يتحللون. التوجه إلى منى: يتوجه الحجاج ضحى يوم التروية إلى مشعر منى، وهو وادٍ يقع على بعد حوالي 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام. يفضل التبكير في الذهاب لضمان الراحة والاستعداد للمناسك التالية. الصلاة في منى: يقضي الحجاج في منى يومهم وليلتهم (ليلة التاسع من ذي الحجة). يصلون الصلوات (الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة) قصرًا بدون جمع، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. التلبية والدعاء والذكر: يستمر الحجاج في التلبية والذكر والدعاء، فهم في أيام عظيمة مباركة، وعليهم استغلال كل لحظة في التقرب إلى الله. التلبية هي شعار الحج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلك، لا شريك لك". الدلالات الروحية ليوم التروية: يوم التروية ليس مجرد محطة للانتقال الجغرافي من مكة إلى منى، بل هو محطة للإعداد النفسي والروحي: بداية رحلة الحج: يمثل هذا اليوم البداية الفعلية لمناسك الحج، حيث ينتقل الحجاج من أجواء مكة المزدحمة إلى هدوء منى النسبي، للتركيز على العبادة. الاستعداد ليوم عرفة: هو تمهيد ليوم عرفة العظيم، حيث يحتاج الحاج إلى الراحة والتزود بالطاقة الروحية والجسدية ليوم الوقفة. التجرد والتركيز: بالتوجه إلى منى، يتجرد الحاج من مشاغل الدنيا ويركز كليًا على أداء المناسك، فيتفرغ للعبادة والذكر والدعاء. يوم التروية في الثامن من ذي الحجة 1446 هو يوم عظيم في رحلة الحج. إنه دعوة للحجاج للاستعداد الروحي والجسدي ليوم عرفة وما بعده، ولجميع المسلمين للتفكر في عظمة هذه الشعائر، والدعاء للحجاج بالتوفيق والقبول، والتزود من فضل هذه الأيام المباركة بالصيام والذكر والدعاء.