بعد سنوات من التواري عن الأنظار، سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية المختصة تمهيدًا لمحاكمته، في خطوة وُصفت بأنها تحوّل بارز في مسار قضيته التي أثارت الجدل لسنوات. وأكد المحامي اللبناني رالف طنوس أن تسليم شاكر نفسه "يُسقط الأحكام الغيابية السابقة ويُعيد فتح الملفات من جديد أمام المحكمة العسكرية الدائمة"، موضحًا أنه سيُعاد استجوابه في القضايا الأربع التي وُجهت ضده سابقًا، وأبرزها التحريض على العنف وتمويل مجموعات مسلّحة. وأوضح طنوس أن السيناريوهات المحتملة قد تتراوح بين عقد جلسات متتالية تصدر في ختامها الأحكام، أو منحه إخلاء سبيل مشروط بكفالة مع منعه من السفر ريثما تُستكمل التحقيقات مع المتورطين الآخرين، مثل الشيخ أحمد الأسير وآخرين. وقالت مصادر مقربة من الفنان إن "قرار تسليم نفسه جاء بعد ضغوط متزايدة عاشها فضل داخل مخيم عين الحلوة، بعد أن تعرّض لمضايقات وتهديدات من جماعات متشددة رفضت عودته إلى الغناء والحياة الطبيعية، معتبرة أن ذلك يخالف عقيدتها، ما جعله يشعر بأن وجوده هناك أصبح خطرًا على حياته". ووصفت مصادر أمنية خطوة فضل شاكر بأنها "تحوّل لافت"، مشيرة إلى أن "تسليمه نفسه أنهى مرحلة الفرار وجعل القضية في عهدة القضاء العسكري المختص، وليس النيابة العامة كما تردد في بعض التقارير". وبينما تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه المحاكمة المقبلة، يرى مراقبون أن فضل شاكر اختار مواجهة مصيره أمام القضاء بعد أن ضاق ذرعًا بالعيش في الظل، واضعًا ثقته في مرحلة جديدة من العدالة في لبنان.