لطالما سمعنا أن وجبة الإفطار هي أهم وجبة في اليوم، لأنها تمنح الجسم الطاقة وتساعد على تركيز أفضل وتحافظ على توازن مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، يعاني كثيرون من صعوبة تناول الطعام فور الاستيقاظ، وهو ما يعتبره الخبراء علامة على خلل في نمط الحياة. توضح الدراسات أن الإفطار المغذي الغني بالبروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول ويمنع ارتفاع السكر المفاجئ الذي يؤدي إلى التعب في منتصف الصباح. في المقابل، فإن تناول الحبوب السكرية أو تخطي الإفطار تمامًا يؤدي إلى ضعف الطاقة وقلة التركيز. وفي حديثها لمجلة Stylist، أكدت اختصاصية التغذية ناتالي بروز أن الأشخاص الذين لا يشعرون بالجوع خلال الساعتين الأوليين بعد الاستيقاظ عليهم التساؤل عن السبب، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب استبدال الإفطار بالقهوة. وأوضحت أن هذه العادة تخفي الإحساس بالجوع وتزيد من إفراز هرمونات التوتر. وقالت بروز: الكافيين لا يمد خلايا الجسم بالطاقة، مشيرةً إلى أن تناول القهوة قبل الأكل يمكن أن يخلّ بتوازن هرموني الكورتيزول والأدرينالين. كما أن تخطي الإفطار بهدف إنقاص الوزن قد يأتي بنتائج عكسية. فقد أظهرت دراسة إسبانية حديثة أن متّبعي الحميات يجب أن يتناولوا 20 إلى 30% من احتياجهم اليومي من السعرات في وجبة الإفطار (أي 400–600 سعرة للنساء و500–750 للرجال) لتحفيز عملية الأيض ودعم فقدان الوزن. إضافة إلى ذلك، فإن تناول الإفطار مبكرًا قد يحسّن الصحة النفسية؛ إذ بينت دراسة أن من يتناولون وجبتهم قبل الساعة التاسعة صباحًا تقل لديهم احتمالات الإصابة بالاكتئاب بنسبة 28% مقارنةً بمن يتناولونها بعد ذلك أو يتخطونها كليًا. وفي المقابل، قد يكون الشعور بالتعب أو الغثيان صباحًا نتيجة اضطراب الساعة البيولوجية. وتنصح بروز بالتعرّض لضوء النهار صباحًا وتحسين جودة النوم. وتضيف اختصاصية التغذية كارا روز أن ارتفاع هرمون الميلاتونين بعد الاستيقاظ قد يؤخر الشعور بالجوع، كما أن التوتر المزمن يثبط الشهية بسبب ارتفاع الكورتيزول. وفي حال كان التوتر هو السبب، يقترح الخبراء تمارين التنفس العميق وبدء اليوم بوجبة خفيفة خالية من الكافيين. ومع ذلك، تشير روز إلى أن بعض الأشخاص لا يحتاجون إلى وجبة كبيرة صباحًا، فالكثير من الثقافات المتوسطية تتناول إفطارًا خفيفًا أو متأخرًا وتتمتع بصحة ممتازة. باختصار، غياب الشهية صباحًا ليس دائمًا أمرًا سيئًا، لكنه قد يكون إشارة من الجسم إلى التوتر أو قلة النوم أو اضطراب في العادات اليومية. لذا، استمع إلى جسمك، وابدأ يومك بتوازن.