هل فكرت يومًا أن وجبتك المفضلة قد يكون لها تأثير مباشر على كوكبنا؟ وفق دراسة حديثة، فإن الاستمرار في تناول اللحوم الحمراء بكميات كبيرة لا يهدد صحتك فقط، بل يسهم أيضًا في تفاقم أزمة المناخ ويزيد من احتمالية حدوث كوارث طبيعية مثل الفيضانات والعواصف. تشير الدراسة إلى أن الإنتاج العالمي للغذاء مسؤول عن نحو 30٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. الحيوانات المرباة لإنتاج اللحم تطلق غاز الميثان أثناء الهضم، ويحتاج إنتاج اللحم إلى كميات كبيرة من الماء والأعلاف، بالإضافة إلى قطع الأشجار وزراعة مساحات واسعة من الأرض، مما يزيد الانبعاثات ويقلل قدرة الأرض على امتصاص الكربون. بمعنى آخر، كل شريحة لحم = سبب في ارتفاع حرارة الأرض وتغير المناخ. النظام الغذائي الصحي للكوكب يشير التقرير إلى أن تحويل أنظمتنا الغذائية إلى "النظام الغذائي الصحي الكوكبي" يمكن أن يقلل انبعاثات الغذاء بنسبة تصل إلى 15٪، وينقذ نحو 15 مليون شخص سنويًا من أمراض مرتبطة بالنظام الغذائي. يشجع هذا النظام على زيادة استهلاك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات، مع الحد من اللحوم الحمراء إلى مستويات أقل بكثير، بالإضافة إلى تناول الأسماك والدواجن باعتدال. ويؤكد التقرير أن تحقيق هذه التغييرات لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يتطلب إعادة النظر في طرق إنتاج الغذاء ونوعيته، بحيث يُخفض إنتاج اللحوم الحمراء بنحو الثلث، ويزداد إنتاج الفواكه والخضراوات والمكسرات إلى نحو الضعف مقارنة بعام 2020. في النهاية، عاداتنا الغذائية اليومية ليست مجرد مسألة صحة شخصية، بل مفتاح لإنقاذ الأرواح وحماية البيئة واستقرار المناخ على كوكب الأرض.