في خطابه الآخير عشية الإنتخابات الرئاسية التركية التي بدأت، الأحد، كرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وعده ببناء "تركيا جديدة". وتحدث أردوغان بلغة الواثق لعشرات الآلاف الذين احتشدوا لسماعة في آخر تجمعاته الإنتخابية في مدينة"قونية" وسط البلاد، وقال "ستولد غدا إن شاء الله تركيا جديدة. تركيا قوية ستبعث من رمادها غدا". وأضاف "انتخبتم حزب الشعب في الثالث من نوفمبر (2002) وغدا إن شاء الله ستنتخبون رئيس الشعب" في إشارة إلى حزبه، العدالة والتنمية، الحاكم منذ عام 2002. وشدد رئيس الحكومة على أن " نهاية تركيا القديمة وسياساتها الحزبية قد حانت. السياسات القائمة على الأصل العرقي ونمط الحياة قد ولت" معلنا نفسه "مرشح الشعب" وواعدا بان يكون رئيسا ل"ال 77 مليون تركي" وبمكافحة "كل شكل من أشكال التمييز". يعد أردوغان، الذي يتولى رئاسة الحكومة منذ 2003، الأوفر حظا بكثير للفوز في انتخابات الأحد التي ستجرى للمرة الأولى بالإقتراع العام المباشر. ونشر معهد كوندا نتائج الاستطلاع الأخير فأعطى أردوغان 57% من نوايا التصويت مقابل 34% لإحسان أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) وحزب الحركة القومية (يميني قومي) و9% لصلاح الدين دمرتاش. ويراه المعارضون سلطانا معاصرا تتسبب جذوره الإسلامية وعدم تقبله للمعارضة في ابعاد تركيا عن مباديء أتاتورك العلمانية. ويقول مساعدون إن بإمكان أردوغان أن يتولى فترتين رئاسيتين ويبقى في الحكم حتى عام 2023 الذي سيوافق الذكرى المئة لتأسيس الجمهورية العلمانية. ولا تخفى هذه الرمزية على زعيم تعج خطبه بالإشارات للتاريخ العثماني. وتحظر القواعد الانتخابية نشر استطلاعات رأي قبل الانتخابات مباشرة لكن استطلاعين أجريا الشهر الماضي أظهرا أن أردوغان يتمتع بتأييد بين 55 و 56 في المئة أي بفارق 20 نقطة عن منافسه الرئيسي أكمل الدين إحسان أوغلو وهي نسبة تكفي لتأمين الأغلبية البسيطة التي يحتاجها للفوز من الجولة الأولى.