قال الخبير التونسي في العلاقات الدولية، الدكتور محمد العادل، إن فوز حركة نداء تونس بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأولى، شكل حالة من استنفار لدى قوى الثورة، لكنه استبعد أن يكون فوز حزب محسوب على النظام السابق خطرا على الثورة أو تراجعا لها، معتبرا الدستور الحالي وقوة المجتمع المدني ووعي الشعب التونسي أكبر ضمانة لمنع عودة نظام بن علي اعتبر الدكتور محمد العادل، الأستاذ بجامعة أنقرة التركية، والذي حل ضيفا على جريدة “الخبر”، أن خمسا أو ست شخصيات مهمة قادرة على خوض انتخابات رئاسية حقيقية، ويتعلق الأمر بكل من المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي ومصطفى بن جعفر ونجيب الشابي وكمال مرجان. ورغم أن بعض الشخصيات المرشحة للرئاسيات تعرضت لهزيمة قاسية في الانتخابات البرلمانية، إلا أن الخبير التونسي، محمد العادل، يرى أن الانتخابات الرئاسية تختلف عن التشريعية، فهذه الأخيرة ينتخب فيها الناس على قوائم عادة لا يعرفون أصحابها، أما في الرئاسيات فينتخبون على شخص واحد، مضيفا أن الشخصيات الخمس التي ذكرها معروفة جماهيريا، لذلك ستكون الأوفر حظا بالصعود إلى الدور الثاني من الرئاسيات. وأضاف محمد العادل أنه في حالة إذا لم يحصل أي مرشح على نسبة 50 بالمائة + 1، فإن الأول والثاني سيصعدان إلى الدور الثاني، لتدخل لعبة التحالفات بين الأحزاب، متوقعا أن يصعد كل من الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي إلى الدور الثاني بالنظر إلى عدة معطيات. وفيما يخص موقف حركة النهضة التي لم تدخل الانتخابات بمرشحها، فأوضح الدكتور العادل أن عدم دعم حركة النهضة لأي مرشح سيؤدي بالانتخابات الرئاسية إلى الدور الثاني، متوقعا سيناريوهين لموقف النهضة خلال الدور الثاني، الأول إذا حصل نوع من التقارب في الأصوات بين السبسي والمرزوقي، وفي هذه الحالة ستدعم حركة النهضة المرزوقي لتحقيق حالة من التوازن بين مؤسسات الدولة (الحكومة والرئاسة والبرلمان) وحتى لا يحصل “تغوّل” أو هيمنة لحزب “نداء تونس” على المشهد السياسي، أما السيناريو الثاني فيتمثل في حالة حصول السبسي على نسبة كبيرة من الأصوات وبفارق كبير عن الفائز الثاني، وفي هذه الحالة فإن حسابات حركة النهضة ستتجه ربما نحو التحالف مع حزب “نداء تونس”، شريطة أن تكون شريكة في الحكومة. وشدد الخبير الدولي التونسي على ضرورة مشاركة حركة النهضة في الحكومة القادمة وذلك “للمصلحة الوطنية”، موضحا أن المرحلة القادمة ليست انتقالية وحركة النهضة يجب ألا تترك حزب “نداء تونس” وحده في الحكم حتى لا يتجذر في مفاصل الدولة خاصة في الإدارة والأمن، مضيفا أن حزب “نداء تونس” سيكون مضطرا للتحالف مع حركة النهضة خاصة إذا خسر الرئاسيات أو لم يفز بنتيجة كبيرة.