كشف القيادي بحركة النهضة عبد الفتاح مورو اليوم الأحد ،أن الحركة تعيش أزمة داخلية بسبب اختيارها موقف الحياد من الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ،موقف لم يكن مفاجئا رغم حالة التململ و التجاذبات بين أبناء الغنوشي الذي وصل إلى حدّ تهديد بعضهم بالانسحاب في حال ذهبت الحركة إلى دعم الباجي قائد السبسي. في ذات السياق قال الصادق شورو في تصريح لصحيفة العرب ،إنه توجه ببيانه إلى قواعد حزبه محذّرا من أن شرخا كبيرا بدأت تباشيره تظهر للعيان في صورة استقالات وانسحابات فعلية في القيادات المركزية في إشارة منه إلى استقالة الجبالي، وقد ينتهي إلى ما لا يحمد عقباه -على حد تعبيره- فضلا عما هو حاصل الآن من تناقض كبير بين القاعدة والقيادات. واتهم شورو في بيانه فريقا من القيادة بمحاولة الاقتراب من نداء تونس ومرشحه السبسي على حساب منافسه المنصف المرزوقي باعتباره المرشح المسكوت عنه من موقف الحياد الذي اتخذه مجلس الشورى ،وهو الموقف ذاته الذي أعلن عنه القيادي البارز في الحركة الحبيب اللوز حين أكد أن "الدفع المتكرر نحو حزب نداء تونس من طرف البعض يمثل خطرا على مناخات الشورى داخل الحركة وبالتالي على وحدتها". و أشارت الصحيفة "أن بيانيْ اللوز وشورو فيهما تلويح واضح بالانسحاب ما لم يعمد الغنوشي إلى وقف "التفلّت" الذي يمارسه المكتب التنفيذي بما يعنيه من التفاف على قرارات مجلس الشورى. لكن المراقبين لفتوا إلى أن الغنوشي نفسه هو من تتجه له سهام النقد والاحتجاج لتجاوزه مؤسسات الحركة، والتصرف وكأنها غير موجودة، وهذا هو السبب الحقيقي لاستقالة الجبالي الذي أسرّ لمقربين منه أن وجوده لم يعد ذا فائدة مادام القرار يؤخذ دون استشارته هو والقيادات التاريخية". إلى ذلك قال الناشط السياسي عبدالناصر العويني في تصريح لذات الصحيفة إن هناك شقا يسمى عادة بالصقور هم من يتخذون مواقف تتعارض مع قرارات القيادة التي تتسم في هذه المرحلة بالبراغماتية السياسية وهو ما يثير انفلاتات كبيرة في حركة النهضة. "النهضة تمر بأسوأ فتراتها خاصة بعد نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي وصفها الأمين العام الحالي علي العريض بالإعصار الذي لم تتوقعه قيادات النهضة".