نددت منظمة نساء وريادة وائتلاف نساء الجمهورية وبشدة بالصمت وبالامبالات التي تحيط عرض مسلسل : "حكايات تونسية" على "قناة الحوار التونسي" في شهر رمضان المعظم إعتبرت المنظمة هذا الصمت وهذه الالاّّمبالات حالة من التواطئ مع من يريدون هدم الثقافة التونسية العظيمة ومن يعملون على ضرب كل القيم الراقية والشريفة التي تربى عليها وبها المجتمع التونسي منذ مئات السنين. أن يعرض عمل تلفزي بهذا المحتوى وبهذا التسيب اللأخلاقي والسلوكي في شهر فضيل وفي ساعة الذروة، من شأنه أن يحمل شبابنا على الهروب الى المجهول أو الالتقاء مع الأفكار المتطرفة والخطيرة اذ سيرى فيها - يأسا وعبثا - الحامية لدينه ولقيمه الأصيلة ولتماسك مجتمعه، علما بأن الذي أسند العنوان المذكور للمسلسل الوضيع يعي جدا ما يفعل فقد أعطى لانحطاط روايته هوية وهوية تونسية. حين تكون المرأة التونسية العظيمة التي عملت ولازالت منذ بدأ التاريخ على رفعة تونس وعزتها وعلى تربية أجيال من التونسيين وتنويرها، وعلى الدفاع عن الوطن وعن العرض والشرف والكرامة، وخوض المعارك الكبرى للبلاد : ضد المستعمر الفرنسي، مرورا ببناء الدولة وتأسيس الجمهورية ثم تعليم وتربية الأبناء والمساهمة في بناء اقتصاد وطني وثقافة وطنية، فتألق في المحافل الدولية عبر ابداعاتها وتحقيق النجاحات التونسية الهوية. حين تكون المرأة التونسية التي ساهمت منذ انتفاضة 17 ديسمبر وحتى 14 جانفي والى اليوم عبر تواجدها في ساحات النضال وفي كل المحطات ضد التطرف والارهاب ومحاولة هدم الدولة التونسية وضد التدخل الخارجي في شؤون البلاد. حين تقدم هذه المرأة الدم لتونس والشهيد تلو الشهيد، وتخرج لتزغرد من أجل تونس ونصرتها، حين تقف هذه المرأة حصنا وسورا منيعا لتحمي الوطن، يخرج علينا أشباه مبدعي وفناني ما بعد 14 جانفي بصورة مشوهة وغير أخلاقية ووضيعة للمرأة، صورة لا يمكن أن تمثل أو تعبر عن المرأة التونسية بأي شكل من الأشكال. من أين أتو بهذا الصنف من النساء ومن أعطاهم الحق ليقدموا المرأة التونسية بهذه البشاعة والحقارة المثيرة للاشمئزاز. التونسية سليلة الكاهنة ووريثة عليسة وعزيزة عثمان، وحفيدة مجيدة بوليلة وأم الزين المقاومة، ونفيسة عميرة وغيرها من مئات وألاف النساء المقاومات، تجد نفسها بين براثن ماكينة الهبوط الأخلاقي والتجارة الساقطة للصورة، وخطاب الاثارة الفج حد القرف والغثيان. دون أن ننسى مسألة اثارة النعرات الدينية والحديث عن مشكل مع الديانة اليهودية وهذا شيء خطير جدا يوحي بأن من صنع هذا العمل له أجندات غير معلومة وأن هذا العمل ليس الا أداة جديدة لتدمير تونس الحضارة والثقافة وبث الفتنة. وتبعا لكل ملاحظاتنا التي سبقت، فاننا نطالب وبشدة ايقاف عرض هذا المسلسل الوضيع، ونؤكد على أن دور هيئتكم هي المراقبة والتعديل وحماية المشهد السمعي البصري من الرداءة والانخرام والانحلال الأخلاقي، لذا نطالبكم بتحمل مسؤولياتكم التامة واتخاذ ما يجب اتخاذه من قرارات في مثل هذه الحالة.