بعد الاطّلاع على المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرّخ في 02 نوفمبر 2011 والمتعلّق بحريّة الاتّصال السمعيّ والبصريّ وبإحداث هيئة عليا مستقلّة للاتّصال السمعيّ والبصريّ وخاصة الفصل 28 منه. وتبعا لما تمّت معاينته من قبل وحدة الرصد بالهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السمعيّ والبصريّ لبرنامج “تونس أيا وطني” الذي بثّ بتاريخ 10 جانفي 2016، والذي استعملت فيه مقدّمة البرنامج السيدة “حليمة الهمامي” عبارات غير محايدة وتحريضية تنمّ عن عدم التزام بأخلاقيات المهنة الصحفيّة، إذ ورد على لسانها ما يلي “نشوفو اليسار متاع نوّاب تونس مثلا الجبهة مع احترامي ليهم كلهم أنا أحترم كل الناس لكني أنقد كإعلامية أنو ديما المشكلة متاعهم وخاصة اليسار الاستئصالي أنهم ديما الجانب الاسلامي يا ولدي نحنا لكل مسلمين تجي لبلاد مسلمة وتقول في هالكلام تي انت هلكت نفسك دمرتها المستقبل متاعك تي أحنا الكل مسلمين لكن بطريقة وسطية وجميلة تولدنا مسلمين تحبو تنحاولنا زادا دينا سبحان الله هانا مالا كيما قالنا المرزوقي سافرات لكنا مش عريانين الحمد الله اللطف علينا ههه لا نلبسوا خمار لا نلبسوا شي لكننا مسلمات”. يؤكّد مجلس الهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السمعيّ والبصريّ أنّ استعمال مثل هذه العبارات من قبل مقدّمة البرنامج ينمّ عن موقف ايديولوجيّ كما أنّ ذكر اسم أحد الأحزاب وحشره في هذا التصوّر من شأنه المسّ من الصحفيّة ناهيك عن شبهة التحريض والدعوة للكراهية بين فئات المجتمع، وهذا من شأنه أن يجعل خطاب مقدّمة البرنامج مبطنا للتحريض على العنف والكراهيّة بين فئات المجتمع، وهو ما يخالف أخلاقيات المهنة الصحفيّة التي تفترض الالتزام بمبدأ الحياد والموضوعيّة. لذا ولهذه الأسباب قرّر مجلس الهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السمعيّ والبصريّ بجلسته المنعقدة بتاريخ 26 جانفي 2016 لفت نظركم إلى ضرورة تفادي كلّ خطاب إعلامي غير موضوعيّ من شأنه التحريض على العنف والكراهية، كما تدعو الهيئة إلى التزام الصحفيين بمبدأ الاستقلالية وعدم الانخراط في مواقف منحازة.