تركزت الأشغال في ورشات العمل الأربع للندوة الوطنية حول التربية الوالدية المنعقدة يوم الثلاثاء بتونس حول السلطة الوالدية ومحدداتها النفسية وكيفية التعامل مع الوضعيات الإشكالية داخل الأسرة والتغيرات الاجتماعية والثقافية وتأثيرها على التربية الوالدية.ودرست الورشة الأولى الخاصة بالسلطة الوالدية مفهوم ومظاهر هذه السلطة وكيفية ممارستها من قبل الأب والأم على حد السواء ومدى تفاعل الأطفال معها بالتأكيد على تعزيز دور الأم في العملية التربوية. وبحثت الورشة الثانية المخصصة للمحددات النفسية للتربية الوالدية توضيح كيفية تربية الأطفال على الاحترام والشعور بالمسؤولية مع مراعاة خصوصيات مراحل نمو الطفل والمراهق فضلا عن سبل التعامل على أساس الحوار وإبراز المواقف البناءة والقيم الايجابية في التربية الوالدية. وتناولت الورشة الثالثة تحديد التغيرات الاجتماعية والثقافية وكيفية التعامل معها باتجاه دعم توازن الأسرة ومكانتها في المجتمع. وناقش المشاركون في الورشة الرابعة تحديد الوضعيات الإشكالية وكيفية الاحاطة بها فضلا عن التطرق إلى نماذج من التغييرات السلوكية المهددة لسلامة الطفل. وكانت الجلسة الصباحية شهدت تقديم ثلاث مداخلات تعلقت بالتربية الوالدية من منظور منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسف والمحددات النفسية والسلطة الوالدية. وأبرزت المداخلة المتعلقة بالتربية الوالدية المكانة التي توليها منظمة يونسيف لهذه المسالة وعملها على دعم سياسات البلدان وخططها الهادفة إلى تامين بداية أكثر أمانا للأطفال وتوفير بيئة منزلية أكثر تحفيزا. وعزى السيد مختار الظاهري مسؤول الإعلام بمكتب المنظمة بتونس هذا الاهتمام إلى الإيمان بان التربية من الحقوق الأساسية معتبرا تنمية الطفولة المبكرة استراتيجية شاملة لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية والإسهام في بناء عالم جدير بالاطفال. وتم التعرض في هذا الصدد إلى التجربة التونسية لتنمية الطفولة المبكرة التي من مقوماتها البرنامج السمعي البصري للمساعدة على تربية الطفولة المبكرة باستخدام محامل تعليمية حديثة موجهة للأولياء والمربين تحتوى معلومات أساسية حول النمو الطبيعي للطفل والطرق المساعدة على التعليم. وتعرضت المداخلة المقدمة حول السلطة الوالدية إلى مراحل تطورهذه السلطة في مواكبتها لمختلف التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وللرهانات المفروضة على العملية التربوية فيما ركزت المداخلة المقدمة حول المحددات النفسية للتربية الوالدية على الرواسب النفسية وتاثيرها على تصرفات وسلوكات الوالدين خلال العملية التربية وانعكاسها السلبي على التوازن النفسي للاطفال.