فى الجهة الغربية لجزيرة جربة على ضفاف البحر ووسط اخضرار اشجار النخيل والزيتون والكروم يلوح مركز الفنون والثقافة “دار الشريف” بسيدي جمور كاول مبادرة للاستثمار الثقافي الخاص في هذه المنطقة. ويندرج هذا المشروع في اطار تجسيم توجهات الدولة في الاستفادة من ثراء التراث الوطني وتوظيفه في خدمة السياحة الثقافية .وقد انطلق مركز الفنون والثقافة بسيدي جمور من التراث المعماري لجزيرة جربة الذي يرتكز على مفهوم للجمال يقوم على البساطة واضفى عليه مسحة من الحداثة والمعاصرة “دار الشريف” ببياض ناصع لحيطانها وخضرة نوافذها وباقواس وقباب تفتح ابوابها هذه الصائفة لتكون فضاء للفنون بما يتيح لفنانين فى الرسم والرقص والموسيقى والمسرح والسينما من عديد البلدان من العالم القيام بعروض على امتداد السنة موفرة لهم الاقامة وورشات لانجاز اعمالهم فالمكان مصدر الهام بامتياز بما يجمع من مقومات الجمالية والهدوء والرفاه باعث هذا المشروع هو الفنان حمادى الشريف اصيل سيدى بوسعيد وغارونص مزغيش فنانة تشكيلية فرنسية . وفي هذا المجال تقول غارونص مزغيش ان هذا المركز يتوجه الى جمهور مثقف وولع بالفن ستتاح له الفرصة للاطلاع على الثقافات الانسانية واكتشاف ثقافة الاخر فهو سيكون واجهة مفتوحة على العالم يعرف بالتراث التونسي وينفتح على ثقافات العالم في تبادل ثري. وضبط هذا المركز برنامجا تنشيطيا وثقافيا للسنوات الخمس القادمة فيه عروض كامل السنة لفنانين مشهورين في العالم تونسيين واجانب يستضيفهم هذا المركز الذي يتوفر على قاعة عصرية للعروض كبرى متعددة الاختصاصات . حمادي الشريف مختص في الجماليات ومولع بالفن التشكيلي تنقل بين تونس وباريس وجينيف ونيويورك وبيروت ليعرض خدماته في هذا المجال في كبريات اروقة الفن. وبموازاة ذلك اسس سنة 1979 بسيدي بوسعيد موطنه الاصلي رواقه الخاص “شريف فاين ارت” وهو رواق حظي بشهرة واسعة من خلال عرضه لكبار الرسامين من تونس والخارج.