أخبار تونس – ستضيء الليلة الأنوار في مسرح قرطاج و تدبّ الحياة في أركانه معلنة عن افتتاح “مهرجان قرطاج الدولي” أعرق و أكبر مهرجان تحتضنه تونس كل صائفة منذ سنة1964. يفتتح مهرجان قرطاج هاته السنة مؤكدا بريقه و تميّزه من خلال برمجة تؤكّد الطّابع الفني المتميّز لهذا الحدث الفنّي الثّقافي التونسي الدّولي. ويواصل المهرجان في هذه الدورة فتح أبوابه للمبدعين والفنانين من شتى أنحاء العالم، مكرسا اختيار تونس الدائم للحوار بين الثقافات والحضارات. فاعتلاء ركح مسرح قرطاج هو حلم كل فنان مهما كانت نجوميته ومهما علا سيطه، فقد احتضن ركحه منذ انطلاق الدورة الاولى توليفة عالمية. ولدت أول دورة لمهرجان قرطاج الدولي في صيف 1964وانطلق بعروض فلكلورية ومسرحية منها “مدرسة النساء” التي أخرجها المرحوم “علي بن عياد” أحد أبرز رواد المسرح التونسي،وفي الدورة الثانية كان الحدث مع قدوم مجموعة “موريس بيجار”وانطلاق عروض موسيقى الجاز في قرطاج، ثم تدريجيا بدأ القائمون على المهرجان بالانفتاح على عروض موسيقية تونسية وشرقية إلى جانب فنون الباليه والرقص والفنون الشعبية من دول وثقافات مختلفة. وعلى مرّ السنين استقطب ركح المسرح الروماني مبدعين عالميين مثل “جورج موستاكي”سنة 1971 و”راى شارلز” و”قوقوش”سنة 1976 و”دريد لحام”سنة 1979 و”ميريام ماكيبا”سنة 1984 و”كاترين لارا”سنة 1985 و”نصرت فتح علي خان” سنة1994. فمن على ركح قرطاج أحب العالم “ميريام ماكيبا” و”جيمس براون” وعشق الناس “فائزة احمد” و”نجاة الصغيرة” وبفضل تشجيعات جمهور قرطاج اشتهرت “ماجدة الرومي”ومن قرطاج لمع نجم “جورج وسوف”. وسيكون الافتتاح تونسيا شكلا و مضمونا، وباعتبار أن هذه الدورة تتزامن مع إحياء تونس بمائوية شاعر الخضراء “أبي القاسم الشابي” الذي تحتفل تونس بقرار من الرئيس زين العابدين بن علي بمرور مائة عام على ميلاده تقديرا منها لما تركه في رصيد ثقافتها وتراثها. عملت إدارة المهرجان على أن يكون عرض الافتتاح “الصباح الجديد” تكريما لروح شاعر الحياة. و”الصباح الجديد” هو عمل بمثابة دراما غنائية سيناريو “محسن بن نفيسة” وإخراج “حاتم دربال”. وكما جاء الافتتاح تونسيا فإن الختام سيكون بإبداعات لمواهب تونسية من خلال عرض “البساط الأحمر” ل”رياض الفهري” وعازفين من”الاوركسترا السمنفوني بفينا”ليكون تجسيما لمعادلة تونس القائمة على التوفيق بين الأصالة والمعاصرة.. وكما أن مهرجان قرطاج هذا العام وبتعليمات من أعلى هرم في السلطة سيحتضن فناني تونس ومبدعيها بدرجة أولى فستغني “صوفية صادق” و”أمينة فاخت” وفي سهرات أخرى”لطفي بوشناق” و”زياد غرسه” و”ليلى حجيج” و”محمد القرفي” وغيرهم. و سيكرم من على خشبة ركح مسرح قرطاج عدد من المبدعين الراحلين ومن بينهم الأديب التونسي الكبير “علي الدوعاجي” والفنان”الهادى الجويني”. وقد حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان في دورته الجديدة على استضافة مجموعة مميزة جمعت بين أجيال فنية مختلفة للمشاركة في فعاليات هذا الحدث الثقافي و الفني المتميز. ومن أبرز ما يميز هذه الدورة الأسماء التي ستضيء سماء مسرح قرطاج والحاضرة بثقلها الفني وتاريخها العريق، من بينها نجم الأغنية الفرنسية “شارل أزنافور”، الذي تعتبر حفلته حدث قرطاج 2009. ومن عمالقة الغناء العربي تجدد الفنانة “وردة الجزائرية” العهد مع جمهور قرطاج بعد غياب طويل نسبيا في حفلة ينتظرها عشاق وردة من مختلف الأجيال. وعلى نفس المستوى الفني العريق سيؤثث حفلة يوم 27 جويلية الفنان العربي الكبير “مارسيل خليفة”، الذي يعود بعد غياب دام خمس سنوات. بالإضافة إلى عروض فنية أخرى مسرحية و موسيقية و غيرها تلبي جميع الأذواق و الميولات الفنية.