لا ترفض الفتاة التونسية في المطلق أداء الخدمة الوطنية أسوة بزميلها الشاب لكنها تشترط تكوينا أو تدريبا عسكريا مرنا يتماشى مع تكوينها الفيزيولوجي ويبعدها عن التدريبات الشاقة أو الصعبة. وترى الآنسة فاطمة وهي شابة حاصلة على الأستاذية في العلوم وباشرت التدريس منذ فترة قصيرة أن أداء الواجب العسكري لا يقلقها وهي مستعدة للقيام به واكتشاف حياة جديدة وهي لا ترى فيه مساواة واجبة بين الرجل والمرأة بل طريقة للتكوين والدفاع عن الوطن وعن الفرد أيضا. وتساندها هذا الرأي صديقتها شريفة الطالبة في المرحلة الثالثة وتؤكد أنه ينبغي في المقابل أفراد الفتيات بتدريب خاص يراعي تكوينهن الجسدي أو الفيزيولوجي. وأوضحت شريفة أنها لن تقوم بأداء الخدمة الوطنية اذا كان الأمر اختياريا لكنها لن تتأخر إذا كان الأمر واجبا. كما تؤكد مثل صديقتها أن دفع الفتاة لتعويضات مالية عند عدم مباشرة الخدمة الوطنية أمر مقبول وعما يشدهما في الخدمة الوطنية والحياة العسكرية بصفة عامة تقول الشابتان أنهما تحبان الانضباط والجدية وممارسة الرياضة. مشاركة الفتاة في أداء الخدمة الوطنية أمر طيب حسب الفتاة جيهان 17 عاما (2 ثانوي) لأن ذلك يحقق المساواة بينها وبين زميلها اضافة الى أن الجيش يدرب المنخرط فيه كيفية الدفاع عن الوطن وخدمته وتنميته. وتقترح هذه الفتاة اقرار تدريبات خاصة للفتيات وعدم اقرار الاختلاط فيها لأن طاقة تحمل الشبان للتمارين الشاقة أكبر من الفتيات مثلما أكده الأطباء. ولا تختلف عنها زميلتها في الفصل «نصيب» التي تساءلت عن السن الدنيا لأداء الخدمة الوطنية بالنسبة للفتيات وعن امكانية اجراء التمارين والتدريبات بشكل مستقل عن الشبان اضافة الى معاملة الفتيات معاملة خاصة تراعي أنوثتهن ولا تقفز عليها أي تراوح بين القيام بالواجب تجاه الوطن والحفاظ على الحياة العادية للفتاة والفروقات الموجودة بينها وبين زميلها الشاب. وتقول منية طالبة في الباكالوريا انها تعتقد أن الجيش لا يمكن أن يشمل المرأة لأن مشاعرها وتكوينها البدني والعقلية والاستعداد النفسي والعائلي تقف جميعها حائلا دون القيام بذلك بصفة عادية ومماثلة للرجال. وترى منية أن الأفضل جعل هذه الخدمة اختيارية لمن تريدها أو اتاحة الفرصة لدفع التعيينات الفردية لمن لها عمل أو تكليفهن في أقصى الحالات بمهام ادارية أو طبية أو في المطبخ.