أجواء احتفالية عاشتها الجمعية التونسية للتنمية السياحية بحضور لاكبر الشخصيات في عالم السياحة وان تغيبت وزيرة السياحة في آخر لحظة رغم حضور وزراء آخرين سابقين في القطاع. اللقاء كان فرصة لتبادل الافكار والنقاش حول مستقبل السياحة.. وقد ساعد لوجستيا بالاستقبال في النزل السيد منير بن ميلاد. "الشروق" كانت حاضرة في اللقاء وحاولت معرفة أبرز الانطباعات حول السياحة ومستقبلها بعد التهديدات الامنية والارهابية خلال السنوات الماضية ومع تواصل التهديدات.
يقول السيد احمد السماوي (وزير سابق للسياحة والنقل وخبير في السياحة) انه يعتقد ومنذ المنطلق ان السياحة في تونس مريضة منذ ما يزيد عن ال 15 سنة فان ثورة الربيع العربي وثورة الشباب هي فرصة للنهوض بالقطاع لكن ومن سوء الحظ انه لم يكن من اختيارات واولويات الحكومات بعد الثورة النهوض بالقطاع وهناك من شكك في الجدوى والاهمية. واعتبر ان الظروف اليوم ملائمة للعمل لتونس الجديدة واستعادة الهدوء والطمأنينة وهو ما من شانه ان يحدث انتعاشة . وشبه عملية مساعدة السياحة على النهوض بالمريض الذي اصابته الحمى والذي لا يحتاج فقط لمسكنات تدفعه للتعافي ثلاثة ايام ليعيد الانتكاسة بعدها . حالة فراغ اكد السيد احمد السماوي انه من الضروري ان يمر قطاع السياحة بإصلاحات جذرية وعاجلة وهو ما يتطلب شجاعة وامكانيات . وشدد على ان السياحة لها دور هام في الوضع الاقتصادي في تونس وهي قادرة على القيام بدور هام في الموازنات الاقتصادية والمالية. واعتبر انه من المهم التعويل على وزير السياحة في الحكومة الجديدة واصفا اياه ب امرأة او "رجل الساعة"، آملا ان تعبر هذه الحكومة على ان السياحة ليست مجرد مسالة اختيارية بل مسالة حتمية وانه من الضروري أن يتم تجنيد كل الطاقات والاسواق الخارجية وكل من له علاقة بالقطاع من اجل الالتفاف من أجل النهوض بالساحة التي تشغل 10 بالمائة من التونسيين والذين يحلمون باسترجاع القطاع لأنفاسه. و تنتهي فترة الحجوزات عادة في شهر مارس. واشار الى ان الفترة الحالية هي فترة الحجوزات لكن ام يتم بعد تعويض المسؤولين في الحكومة السابقة ولا وجود لمن يتحدث عن خطة تونس في السياحة واستراتيجيتها في المعارض. وقال انه لم يتم بعد استغلال الصورة الايجابية ولتونس بعد المرور من الفترة الانتقالية والنجاح في الانتخابات. وانه لم يتم استغلال ذلك سياسيا. واعتبر محدثنا ان انتعاش قطاع السياحة يهم اولا تحسين المنتوج والحضور في الاسواق الخارجية والعمل السياسي بالأساس قبل الارهاب . تفاؤل رغم الصعوبات اكد السيد رئيس الجمعية التونسية للتنمية السياحية السيد لطفي خياط الذي قال ان الجمعية قد حاولت القيام بجمع مختلف المسؤولين في القطاع من مختلف الاجيال قصد احداث لحمة وتضامن في القطاع وتبادل الخبرات. وقال ان المناسبة للاحتفال بالعام الجديد والتفاؤل بمستقبل افضل لا سيما بعد كابوس الارهاب وغياب الامن وما قاساه الشعب التونسي بعد الثورة . واكد ان القطاع حساس وهش ومثل هذه اللقاءات هامة لفتح صفحة جديدة والالتفاف من اجل اقتصاد البلاد واعطاء افكار وتجارب من اشخاص ناضلوا في القطاع حيث ساهم كل من منطلقه لمصلحة البلاد دون بحث عن المصلحة الشخصية وعلى حساب العائلة والوقت والصحة. واعتبر محدثنا ان الموضوع الحساس الذي اثر على الاقتصاد والسياحة هو الارهاب ولسوء الحظ فان منطق الارهابيين هو العمل على تدمير الاقتصاد وضرب التنمية في جميع المجالات . لكن بفضل الشعب واختياراته ووقفة المرأة التونسية تم تحدي الارهاب واكد انه لا يمكن الرجوع الى المكانة التي كانت عليه السياحة الا بالقضاء على الارهاب واستتباب الامن ومساهمة التونسي بوعيه في مواجهة الخطر . وقال انه ولأول مرة تنجح دولة عربية في عملية انتقال ديمقراطي سلمي. وانه يجب استغلال هذه الصورة للمستقبل. وقال ان هناك تفاؤل بالمستقبل لكن يجب العمل ايضا على تحسين المنتوج ومقاومة الفضلات والعناية بالمسالة البيئية من اليوم . كما لا بد من التضامن بين كل الهياكل وان تتجاوز بعض الهياكل مثل فيدرالية السياحة خلافاتها الداخليةوالتي شبهها بخلافات الاخوة. وقال "يجب التأكيد على الصورة الناصعة لتونس وصورة الربيع العربي والياسمين" .. كما يجب القيام بمجلس اعلى للسياحة يتدارس قضايا القطاع ويجد الحلول ويحضره رئيس الحكومة ولم لا رئيس الجمهورية. عمود فقري من جهته اكد السيد منصف عطا الله خبير في السياحة على ان العمود الفقري للسياحة هو استتباب الامن والقضاء على الارهاب اما المسالة المهمة الثانية فهي توفير الخدمات والوعي بمكونات السياحة وتحسين المنتوج كما اكد على ضرورة تجاوز ازمة الاوساخ والنفايات التي تمثل كابوسا مازال يجثم على مناطق سياحية عديدة واهم النزل في البلاد . واعتبر انه من المهم العمل على دعم السوق الفرنسية التي تحجز في اخر الاوقات. وقال ان المهنيين عموما متفائلين بالمستقبل لكن لا بد من العمل. اللقاء حضره الكثير من الخبراء والوزراء و السابقين مثل محمد جغام واحمد السماوي وسيف الله الاصرم وعادل بوصرصار وعادل بوكمون ومحجوب قرفالة ومحمد بنور وخالد بالشيخ واحمد قسومة وعفيف كشك وغيرهم من الشخصيات.