رام الله القاهرةالقدسالمحتلة (وكالات) أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس قبوله للمبادرة المصرية في قطاع غزة لكنه اتهم اسرائيل بالمراوغة في تطبيق خطة الانسحاب التي وصفها ابو مازن بانها صفقة بين شارون وبوش. وبالتوازي مع ذلك اكد المبعوث الاممي الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن وجود دعم دولي للمبادرة المصرية في القطاع بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض منه. وكانت مصر واسرائيل قد توصلتا امس الاول الى اتفاق يقضي بنشر 100 جندي على الجانب المصري في رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة. كما اتفق الجانبان على تشكيل «لجنة ثنائية» لبحث المسائل الامنية بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض من القطاع. عرفات... يوضح وأكّد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس قبوله للدور المصري في القطاع بعد الانسحاب الاسرائيلي منه لكنه اتهم اسرائيل بالمراوغة في تطبيق خطتها للانسحاب بعد ارجائها عملية تنفيذها. وقال عرفات في حديثه للصحفييين في رام الله «اننا قبلنا ما عرضه الاخوة في مصر حول الانسحاب من غزة، لكن الاسرائيليين اعلنوا امس الاول انهم بحاجة الى التصويت على كل مرحلة من مراحل الانسحاب التدريجي من غزة اضف الى أن الخطوة الاولى في عملية الاسنحاب هذه ستبدأ العام القادم». وشدّد عرفات على أن الفلسطينيين بحاجة الى ان يكون الانسحاب من غزة جزءا من خطة خريطة الطريق وأن يشمل الضفة الغربية ايضا. وتؤكد السلطة الفلسطينية ترحيبها بأي انسحاب اسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة لكنها تبدي بعض الشكوك في نوايا اسرائيل بالانسحاب. وانتقد رئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل محمود عباس (أبو مازن) أمس من جانبه خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة. ووصف ابو مازن في حديثه لمجلة «نيويورك»الامريكية خطة شارون بالانسحاب من القطاع بانها صفقة ابرمها رئيس الوزراء الاسرائيلي مع الرئيس الامريكي جورج بوش ولم يكن الفلسطينيون يعلمون عنها شيئا مؤكدا انها اصابتهم بالصدمة. وقال «أبو مازن» في حديثه للصحيفة التي تصدر بالكويت «إن اعطاء بوش ضمانات بعيدة الامد لشارون امر مثير للريبة لانه يصدر احكاما مسبقة على النتائج». وتبدي حركة «حماس» الفلسطينية من جهتها شكوكا حول خطة الانسحاب من قطاع غزة التي وصفتها بانها «خدعة كبرى» وحذّرت من أنها قد تجر الى مواجهة فلسطينية عربية، ولم تسلّم حركة «حماس» السلطة الفلسطينية الى حد الان اي جواب رسمي حول طبيعة مشاركتها في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض منه، وفق ما اعلنه مصدر امني فلسطيني بارز امس. وأضاف المصدر الذي لم يكشف عن اسمه ان هناك استمرارية في عقد الحوارات واللقاءات بين السلطة وحركة «حماس» وغيرها من الفصائل الفلسطينية الاخرى بهذا الخصوص. دعم دولي من جهته رحب المبعوث الاممي الخاص للشرق الاوسط تيري رود لارسن امس بالمبادرة المصرية في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه. وقال لارسن اثر اجتماعه بالقاهرة مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى واسامة الباز. والمستشار السياسي للرئيس المصري «إن المبادرة المصرية جيدة وتحظى الان بدعم الاطراف الدولية الفاعلة. واضاف لارسن «إن مصر تحظى الان بدعم فاعل من الاطراف الدولية حول مبادرتها وتلعب دورا محوريا في منطقة الشرق الاوسط». وأوضح لارسن ان زيارته الى القاهرة تركزت بالخصوص حول البحث في خطة الانسحاب من القطاع التي قال انها لقيت ترحيبا من قبل المسؤولين في القاهرة. وأكّد الباز من جانبه انه تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة ان يتم اي انسحاب في اطار خطة خريطة التي تتبناها اللجنة الرباعية التي أعلنت انها ستطلب من مجلس الامن الدولي مساندة خطة الانسحاب من القطاع، وفقا ما ذكرته صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية امس. وأشارت الصحيفة الى أن الوثيقة الدولية التي حملت عنوان «فك الارتباط في غزة... خطة عمل» تنص على أن ممثلي الدول الاعضاء في اللجنة الرباعية قد يطلبون من مجلس الامن دعم الخطة بعد التوصل الى حل وسط يقضي باقتراع مجلس الوزراء على كل مرحلة من مراحل الخطة الاربع قبل اخلاء المستوطنات التي قال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان «القرار الحقيقي» المتعلق بها سيتخذ في ظرف 9 أشهر. ويقيم حاليا حوالي 7500 مستوطن في هذه المستوطنات التي سيبدأ اخلاؤها في مارس المقبل وفق ما تنص عليه خطة الانسحاب من قطاع غزة التي تم التصويت عليها الاحد الماضي. وبموجب هذه الخطة ستتلقى كل عائلة من المستوطنين المقيمين في احدى المستوطنات ال 21 في غزة التي سيتم اخلاؤها حوالي 300 الف دولار وفق ما ذكرته صحيفة «هارتس» العبرية.