بغداد باريس موسكو (وكالات) أكدت الحكومة العراقية المعنية أمس أن السلطة القضائية العراقية تسلمت الرئيس العراقي صدام حسين من سلطات الاحتلال الأمريكي وأن محاكمته ستبدأ اليوم تحت حماية مشددة. وبعد توجيه أربع تهم مفترضة اليه يدخل الرئيس العراقي صدام حسين المحكمة غير مقيد ويمثل أمام قاض عراقي مع عدد من مسؤولي نظامه. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية المنصبة جورج سادة إن الحكومة العراقية استلمت صدام حسين الرئيس العراقي السابق. ويأتي ذلك غداة اعلان الحكومة العراقية المؤقتة أمس الأول عن انتقال صدام حسين و من كبار أعوانه الى المسؤولية القانونية العراقية لمحاكمتهم أمام القضاء العراقي. حماية مشددة وأوضح سادة أن صدام حسين سينقل من مكان اعتقاله الى مكان المحاكمة تحت حماية مشددة لكنه سيدخل المحكمة غير مقيد. وأضاف المتحدث لحظة دخول صدام حسين الى المحكمة لن يكون مقيدا بأي قيود لأن كل متهم بري حتى تثبت ادانته. وأكد المتحدث أن أيا من كبار المسؤولين في الحكومة لم يلتق صدام حسين موضحا أن الرئيس العراقي «بات في عهدة القضاء العراقي الآن والحكومة لا تتدخل في الشأن القضائي». وحسب المسؤول في الحكومة العراقية المعينة فإن صدام حسين سيكون أول من يمثل أمام القاضي على أن يليه في اليوم نفسه المسؤولون الأحد عشر الكبار الآخرون. ووصف المسؤول عن المحكمة التي سيمثل أمامها الرئيس العراقي أن صدام كان عصبيا لأنه لم يفهم ما يحدث حين تم ابلاغه بأنه سلم الى السلطات العراقية. وقال سالم الجلبي في مقابلة مع شبكة «أي.بي.سي» الاخبارية الأمريكية لقد كانت تجربة سيريالية فقد رأينا صدام حسين في البداية وقد بدا شاحبا وفقد الكثير من وزنه ولم يعد له ذلك الحضور الكبير لقد كان عصبيا بشكل جلي لأنه لم يفهم ما جرى. وأشار المتحدث باسم الحكومة العراقية المنصبة الى أنه سيتم ابلاغ صدام حسين بالتهم الموجهة اليه قبل أن يمثل أمام القاضي. وأوضح المتحدث أن القانون العراقي ينص على منح المتهم ساعة قبل بدء المحاكمة لتبليغه بالتهم الموجهة ضده ليكون على بينة من أمره ويتسنى له أن يفكر بما يقوم به. وبحسب المسؤول في الحكومة العراقية المنصبة فإن صدام حسين سيمثل أمام قاض عراقي اليوم لتلاوة التهم الموجهة ضده في ما يعتبر الجلسة الأولى من محاكمته على أن يمثل المسؤولون الآخرون في اليوم نفسه تباعا أمام القاضي للغرض نفسه. وقال سادة أن صدام سيواجه تهما كثيرة مشيرا الى أن القاضي العراقي سيفصل التهم ويتلو كل تهمة على حدة وبالتفصيل وأن العملية ستتطلب أشهرا. وأضاف المتحدث أن في الجلسات الأولى للمحاكمة لن يكون هناك حضور اعلامي واسع وسيقتصر الأمر على اعداد قليلة من الصحفيين يتم اختيارهم. أربع تهم وكشفت مصادر قضائية عراقية أن أربع تهم ستوجه الى صدام حسين وهي ارتكابه جرائم الابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب اضافة الى جرائم خرق القوانين العراقية والدولية حسب قانون انشاء المحكمة العراقية التي سيمثل أمامها صدام حسين. وأضافت المصادر أن ثبوت أي واحدة منها سيؤدي الى الحكم عليه بالاعدام خاصة وأن مجلس الوزراء العراقي يناقش حاليا اعادة العمل بهذا الحكم الذي ألغاه رئيس سلطة الاحتلال الأمريكي في العراق بول بريمر. لكن عدة أصوات دولية أعربت عن معارضتها لتنفيذ حكم الاعدام وطالبت بمحاكمة عادلة لصدام حسين. وجددت فرنسا معارضتها اعادة العمل بعقوبة الاعدام في العراق مؤكدة ضرورة أن تخضع محاكمة الرئيس العراقي للقانون الدولي. وقالت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية انه يعود بالفعل للشعب العراقي أن يحاكم صدام حسين في محاكمة لا بد أن تخضع للقانون الدولي ودعت روسيا من جانبها الى محاكمة عادلة لصدام. وقال بيان للخارجية الروسية أن مصير القائد العراقي السابق يحدده الشعب العراقي ومن المهم أن يتقرر مصير صدام حسين طبقا للقانون.