تضاربت الأنباء حول اجراء اتصالات بين الادارة الأمريكية وشخصيات تمثل حزب البعث العراقي داخل العراق وخارجه. وحسب تقارير اعلامية ظهر بعضها في الصحافة المصرية وتحديدا في صحيفة «الأهرام العربي» فإن مفاوضات سرية جرت في أوروبا (على ثلاث جولات) بين وسطاء كلهم أمريكيون وبين شخصيات عراقية تمثل حزب البعث العراقي. ووفق التقارير ذاتها فقد كانت معركة الفلوجة التي تفجرت في مطلع أفريل الماضي حافزا للإدارة الأمريكية للتفاوض مع حزب «البعث» الذي يعتبر من أحد أهم مكونات المقاومة المسلحة في العراق. وتقول هذه التقارير ان المفاوضات التي انتقلت من الخارج إلى داخل العراق تركزت حول إعادة تأهيل حزب البعث سياسيا من خلال اشراكه في الحكم مقابل وضع حدّ للعمل العسكري ضد قوات الاحتلال. وفي الداخل ربما يكون الأمريكيون قد تحادثوا مع أعلى هيئة تمثل الحزب. وفي أحد بياناته أشار حزب البعث (حسب تلك التقارير دائما) إلى المحاولات الأمريكية الهادفة للاتصال بقيادة الحزب وقيام الأمريكيين بعرض تنازلات كبيرة منها إعادة «البعث» كقوة أساسية في مؤسسة الحكم بالعراق، مقابل ايقاف المقاومة وتسوية قضية الأسرى وخصوصا الرئيس صدام حسين الذي يشدد الحزب على أنه القائد الشرعي للعراق والأمين العام لحزب البعث. وأشار البيان إلى عقد ثلاث جلسات محادثات في بغداد الشهر الماضي بين ممثلين للجانب الأمريكي ومندوبين عن حزب «البعث». وطلب الوسطاء الذين يمثلون الادارة الأمريكية أن يتحلى حزب البعث بالواقعية وعرضوا تسليم وزارات سيادة لشخصيات بعثية أو لشخصيات يرشحها الحزب. غير ان مصادر من حزب البعث العراقي قالت ان المفاوضات آلت إلى الفشل في حين نفت مصادر أخرى أن تكون حدثت أصلا. ونفى تيسير الحمص أمين عام حزب البعث الأردني (جناح العراق) اجراء مفاوضات سياسية بين البعثيين العراقيين والادارة الأمريكية قائلا انه يعتقد أن جهات استخباراتية أمريكية وراء هذه التسريبات حيث أنها تتمنى حدوث المفاوضات لأجل الخروج من المأزق الأمني والسياسي في العراق ولارباك المقاومة العراقية.