نشب ليلة أول أمس حريق بأحد الملاهي الليلية الشهيرة بمدينة سوسة (على ملك أحد الوجوه الرياضية المرموقة بالجهة) مما جعل وحدات الحماية المدنية تستنفر قواها ومعداتها لتطويق النيران التي أتت على كامل محتويات الملهى، وتواصلت مجهودات الأعوان الى حدود الساعة الأولى من فجر يوم أمس. وتفيد تفاصيل الواقعة والتي رواها ل«الشروق» أحد شهود العيان أنه وفي حدود الساعة التاسعة إلا الربع من مساء أول أمس كان عمال الصيانة بالملهى المذكور بصدد إصلاح عطب كهربائي طرأ على أحد الأسلاك الخاصة بالأضواء الرفّافة التي تستعمل عادة لمثل هذه الفضاءات الترفيهية، وإذا بالنيران تندلع في السلك وتنتشر بقوة في محيطه. وعبثا حاول عون الصيانة رفقة زميل له إخمادها بواسطة قوارير الاطفاء المتواجدة بالملهى إلا أن النيران كانت أسرع وأقوى منهما وبالتالي تمّ الاتصال بأعوان الحماية المدنية الذين تحولوا على جناح السرعة الى مكان الحريق لإخماده، ونظرا لتركيبة جدران الملهى التي كانت مغطاة بعازل للصوت من النوع الذي يكون سريع الالتهاب فإن النيران تسرّبت الى كامل الملهى واحترقت جدرانه وجميع محتوياته وتجهيزاته. وقد عاينت «الشروق» التي تابعت الحادث، الأسطول الضخم الذي وفرته الادارة الجهوية للحماية المدنية بالجهة والوسائل المتعددة بالاضافة الى العنصر البشري الهام الذي تجنّد للسيطرة على الحريق حتى لا يتحول الى المحلات التجارية المجاورة. والجدير بالذكر أن هذا الملهى يقع بالطابق الأول لفضاء تجاري ضخم كائن بوسط مدينة سوسة ويحتوي هذا الفضاء على عدد كبير من المحلات التجارية متعددة الاختصاصات وقد تواصلت عمليات إخماد الحريق وشفط الأدخنة الى خارج المبنى ساعات طويلة (الساعات الأولى من فجر يوم أمس)، وقد تحول أصحاب المحلات التجارية الكائنة تحت الملهى، والمجاورة له أيضا لتفقد محلاتهم وتبيّن أن الكثير منهم تضرّرت سلعه وأجهزته بسبب المياه المتساقطة من السقف والتي استعملت من طرف الحماية المدنية لإخماد النيران. في الأخير بقي لنا أن نشير الى أن الملهى المنكوب كان ساعة اندلاع الحريق مغلقا ووقعت الحادثة ساعة واحدة قبل فتحه للعموم مع العلم وأن هذا الملهى يعدّ من أشهر الملاهي بالجهة ويستقبل يوميا عددا كبيرا من الحرفاء. وتتواصل الأبحاث والمعاينات من طرف السلط المختصة للوقوف على الأسباب الحقيقية للحادث وتحديد المسؤوليات.