على عكس سهرة فضل شاكر ودينا حايك كان الحضور الجماهيري في حفل هيفاء وهبي ويوري مرقدي في قرطاج ضعيفا، وهذا طبيعي باعتباران هذا العرض لم يأخذ حظه من الدعاية، ولم يرد ضمن البرمجة الرسمية لمهرجان قرطاج الدولي وتم ادراجه بصفة فجئية. لكن اختلال التوازن بين السهرتين لا يقف عند الحضور الجماهيري، ولكنه يتعداه ليشمل ايضا الجوانب الفنية، وقيمة الاصوات المشاركة والمادة الغنائية المقدمة. موهبة فالمطرب يوري مرقدي الذي افتتح العرض والذي عرف من خلال بعض كليباته مثل «أنا عربي» لم يرتق فنيا الى مستوى المطرب فضل شاكر... صحيح انه يمتلك موهبة وان له طاقة صوتية محترمة، لكن مع ذلك لم يستطع تحقيق النجاح الذي يطمح اليه كل فنان يصعد على ركح قرطاج. يوري حاول تقديم مادة غنائية متنوعة وأجهد نفسه للتواصل مع الحضور، لكن لم يتمكن من ذلك وربما يعود ذلك ايضا الى قلة الحضور والمدارج شبه الخالية. لكن الثابت ان يوري مرقدي مشروع نجم جيد، يحتاج الى المزيد من التجربة والخبرة اللازمتين لمثل مواعيد قرطاج. إثارة الجزء الثاني من السهرة كان مع هيفاء وهبي وهذه مع احترامنا لرأي الياس الرحباني فإنها لا تملك من المواهب الا المتعلقة بالرقص والاثارة، فهذه المطربة تملك حضورا جيدا على الركح، وصاحبة أسلوب مغر في التعامل مع الجماهير ولها موهبة لا يستهان بها في فن «الاغراء» أما الغناء فابحث عنه في مكان آخر. صحيح ان الشباب الحاضر تفاعل معها وصحيح انها أخرجت السهرة من رتابة يوري مرقدي، لكن علاقتها بالغناء كعلاقة جدّي بالاسلحة النووية. هيفاء وهبي نموذج حي لما يمكن ان تفعله الدعاية و»المكينة» الاعلامية وقدرة بعض الشركات على صنع النجوم، فهي لا تمتلك صوتا وتقنياتها في الغناء ضعيفة ومع ذلك نجدها بصفة يومية على شاشات التلفزيونات وصورتها على أغلفة المجلات. سهرة هيفاء ويوري أخفقت فنيا وفشلت جماهيريا.