«ألقت» أمّ بابنتها لدى امرأة تعهدت لها برعايتها حيث تسولت بها أمام الجوامع، وقادتها في إحدى المناسبات إلى منزل عشيقها، حيث تفرغت لممارسة الجنس معه. وفي الأثناء «اختلى» قريب العشيق ببنت الخامسة عشر من عمرها، وواقعها في ثلاث مناسبات، فتمّ إيقافه وإحالته على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، حيث اعترف الشاب بما نسب إليه. وبالعودة إلى وقائع ملف القضية المأساة، والتي صرّحت في حيثياتها بنت عمرها أقل من خمسة عشر عاما أمام هيئة الدائرة الجنائية الرابعة، أنها لم تر يوما والدها القابع في السجن من أجل جريمة تجهل حيثياتها. بقيت البنت أعواما قليلة لدى والدتها، وبدا واضحا أن الوالدة لم تكن راغبة أصلا في رعاية فلذة كبدها، حيث ضاقت ذرعا بها، وفي احدى المناسبات، حملتها معها وسلمتها إلى امرأة من معارفها «لترعاها» عوضا عنها والحلول محلّها في تربيتها، وبالفعل استجابت صديقة الأم لهذه الرغبة وأحسنت رعاية البنت، وطافت بها شوارع العاصمة وأحوازها في إطار «عملها» وهو التسوّل أمام الجوامع، متظاهرة بأنها ابنتها ولا تملك قوتها، والطفلة تتابع المشهد يوميا، بأعين ملؤها تساؤلات عن قادم ما ينتظرها من أيام، بدا واضحا أنه عسير عليها، التخلّص من قبضة وضع مأساوي لم تختره حتى تتحمل مسؤولية خطئها. وجاء في ملف القضية أن «الأم الراعية» للبنت كانت على علاقة جنسية مع رجل يملك منزلا بأحواز العاصمة يعيش به بمفرده، فتتصل به هناك بين الحين والآخر، ليختلي بها هناك، ويمارسان الجنس وتقضّي ليلها بين أحضانه، تاركة البنت بمفردها بمنزلها. وفي احدى المناسبات، وعند اتصال عشيقها بها، للمجيء إلى منزله، اختارت المرأة حمل البنت معها، وأحسن العشيق استضافتها، وشاركهما في ذلك شاب من أقاربه، وتواصلت الجلسة إلى حين إشارة العشيق على عشيقته بالالتحاق به باحدى الغرف حيث اختليا ببعضهما هناك. بقي القريب بمفرده مع البنت التي لم تبلغ بعد ربيعها الخامس عشر، فراودها عن نفسها، واستغل صغر سنّها ليتمكن من مواقعتها، وعاود الكرّة في مناسبتين لاحقتين، حسب اعترافاته أمام هيئة الدائرة الجنائية الرابعة، وزادت مأساة البنت حيث عبّر الشاب عن استعداده للزواج منها، لكن تبين أنها لا تملك بطاقة هوية، وقاضي التقديم رفض تزويجها إلا بعد الحصول على إذن من «والدتها» ولكن هذه الأخيرة رفضت القدوم إلى المحكمة، رغم استدعائها في عدة مرات!! وأمام هذا الوضع ارتأت هيئة المحكمة حجز ملف القضية للتصريح بحكمها في حق الشاب اثر الجلسة.