السيدة انتصار الوزير المعروفة باسم «أم جهاد»، هي واحدة من ضيفات المؤتمر الوطني للمرأة التونسية، باعتبارها رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ولأنها زوجة الشهيد أبو جهاد ومناضلة في بلد يناضل يوميّا لدحر الاحتلال الصهيوني. التقيناها على هامش المؤتمر وتوجّهنا إليها ببعض الأسئلة التي تهمّ المرأة وأيضا القضيّة الفلسطينية. وفي ما يلي الحوار التالي: ونحن في مؤتمر نسائي تونسي نستهل سؤالنا إليك بتقييمك لوضع المرأة التونسية؟ إن المرأة التونسية، والحمدّ للّه وبفضل رعاية صاحب القرار لها تمكّنت من الحصول على عديد المكاسب وتدعّمت المكاسب من خلال جهودها. وخطاب الرئيس أكد إيمانه بقضية المرأة وحصولها على جميع حقوقها. والمرأة التونسية مثقفة جدّا مقارنة ببعض الدول العربية والغربية أيضا، ونحن في فلسطين نعتبرها مرجعا. وماذا عن وضع المرأة الفلسطينية في ظلّ الاحتلال الصهيوني الغاشم؟ المرأة الفلسطينية تعيش معاناة خاصة جرّاء الاحتلال بما فيه من كل معاني اغتصاب الحرّيات وانتهاك الحرمات، ورغم ذلك فهي تناضل لأجل اقرار قوانين عصرية على غرار المرأة التونسية. كما تناضل من أجل التنمية وأهم مشاغلها هي القضاء على الفقر من خلال بعث المشاريع الاقتصادية. كيف تتحرّكون، كاتحاد نسائي على مستوى وطني ودولي للمساهمة في القضاء على الاحتلال؟ أهمّ هدف للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية هو توعية النساء وتأطيرهم والعمل على تعزيز مساهمتهن في دحر الاحتلال بكلّ الوسائل كالمقاومة الشعبية والنضال المجتمعي. ولأننا قاعدة من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، فسوف نسعى الى مقاومة الاحتلال وبناء دولة فلسطينية عاصمتها القدس. كما نسعى من خلال الأممالمتحدة والاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والاتحاد النسائي العام الى إبلاغ صوت المرأة الفلسطينية المعذّبة على الدوام جرّاء القصف والدّمار الشامل والاستشهاد المتواصل لأبنائها ورجالها. المرأة الفلسطينية هي أم الشهيد وزوجه الشهيد وهي أيضا التي تقوم بالعمليات الاستشهادية، ولكنها أيضا الأسيرة والمهجّرة، فماهي إجراءاتكم للاحاطة بها؟ إنّنا كإتحاد نسائي، نعي تماما وضع المرأة الفلسطينية المعذّبة على الدوام ونعلم جيّدا أن شعور زوجة الشهيد لا يضاهيه في المرارة أي شعور، كما أنّ النار التي تكتوي بها أم الشهيد لا يمكن وصفها. أما الأسيرة فهي في حدود 115 امرأة حاليّا تقبع بسجون الاحتلال وأكثر من 420 طفلا في نفس المكان. وهؤلاء النساء لا يمكن الاتصال بهنّ إلاّ من قبل المقرّبين جدا في مستوى الرابط العائلي. كما أن استرجاع رفاتهن مرتبط بانتهاء مدة السجن. إذا هي معاناة أخرى تنضاف الى الفلسطينيين الذين لا يستطيعون استرجاع جثث أهاليهم الى غاية انتهاء المدّة. فعلا هي معاناة كبيرة يعاني منها أهل الشهداء الأسرى، لأن هؤلاء بموتهم يصبحون شهداء الأرقام لأنهم يدفنون حسب الأرقام وليس الأسماء كما الانسان العادي. وهناك حاليّا لجنة شعبية تعمل علىالمطالبة بالافراج عن جثامين الأسرى بمقابر الأرقام. ماهو موقفكم من الانقسامات الفلسطينية وإلى أين وصلت مساعي المصالحة بين فتح وحماس؟ الحوارات المتواصلة برعاية مصر، لأجل المصالحة مكّنت من الوصول الى وثيقة وقعت عليها فتح، لكن حماس رفضت ونحن كنساء نناشد حماس التوقيع على الورقة النهائية وبناء مجتمع موحّد لأن الانقسام يساعد الاحتلال على مواصلة مساعيه التدميريّة لفلسطين.