تزايد بولاية القيروان عدد التلاميذ الموجهين الى شعبة الآداب في السنوات السابقة بنسبة بلغت 80 بالمائة مقابل ضعف الإقبال على الشعبة العلمية والتقنية والتكنولوجية ما مثل عبئا ثقيلا في عملية التوجيه واكتظاظا في كليات الآداب مقابل نقص الاطارات العلمية والتقنية التي تتطلبها سوق الشغل. وتنفيذا للتوجه الوطني الداعم للاختصاص التقني وتكنولوجيات الاتصال الحديثة وتوجيه 50 بالمائة من تلاميذ السنة السابعة من التعليم الأساسي الى الاختصاص التقني في غضون سنة 2014. نظمت الادارة الجهوية للتربية بالقيروان بإشراف المدير الجهوي مجموعة من اللقاءات لتدارس واقع التوجيه المدرسي بالجهة وتدعيم حظوظ شعبتي التقنية وعلوم الاعلامية ضمت عددا من متفقدي المواد المعنية ومرشدين في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي ومديري المعاهد الثانوية. واستعرضت الملتقيات مختلف جوانب التوجيه ورهاناته والدعوة الى أن يكون توجيه تلاميذ ولاية القيروان مسايرا للتحولات الاقتصادية ومتطلبات سوق الشغل والتي أصبحت تعتمد أكثر على الكفاءات التقنية ومهن الذكاء وذلك بدعم حظوظ هذه الشعب في علاقتها باختيارات التلاميذ وإمكاناتهم. وتشير أرقام التوجيه بالقيروان حسب مصادر بالادارة الجهوية للتربية بالجهة الى أن عدد التلاميذ الموجهين الى شعبة العلوم التقنية لم يتجاوز 8 بالمائة مقابل 23 بالمائة موجهين الى شعبة العلوم التجريبية وذلك من جملة تلامذة شعبة العلوم البالغين نحو 50 بالمائة من مجموع التلاميذ الموجهين (2151 من مجموع 5233). وتبيّن بالتالي ضعف الاقبال على الشعب التقنية والتكنولوجية رغم توفر سبعة معاهد مجهزة بمخابر في الاختصاص على أن مسؤولين بالادارة الجهوية أكدوا سعيهم الى الرفع من العدد في صورة تزايد عدد التلاميذ الراغبين. ولترغيب التلاميذ في اختيار هذه الشعب (التقنية) ستقوم الادارة بحملات تحسيسية وإعداد مطويات إعلامية توجيهية كما ستتم الاستعانة بالأساتذة المختصين ومرشدي الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي. وقد تمّ عقد لقاءات مع تلاميذ السنوات الأولى ثانوي والثانية علوم وتنظيم زيارات ميدانية لمخابر التكنولوجيا داخل المؤسسات التي توفرت بها شعبة التقنية قصد اطلاع التلاميذ على التجهيزات المتوفرة وتكوين صورة ملموسة حول الأنشطة وطبيعة المواد التابعة للشعبة وذلك لتحسيسهم بمزايا هذه الشعبة وضمان إقبال أكبر خاصة من التلاميذ الإناث اللواتي لا يزال إقبالهن على الشعب التقنية محتشما مقارنة بشعبة العلوم التجريبية والآداب. وأكد السيد المدير الجهوي للتربية بالقيروان أنه آن الأوان لتغيير تقاليد التوجيه بالجهة التي اكتفت بشعبة الآداب بينما تحتاج الى اختصاصات تقنية بما يوائم الأهداف الوطنية مع ما تحتاج إليه الجهة من كفاءات تقنية لا سيما وأنه سيتم بعث المدرسة العليا للمهندسين بالجهة الى جانب تطلع القيروان الى قطب تكنولوجي يعزز الاستثمار ويستوعب خرّيجي الشعب التقنية في المستقبل. هذا ويفترض أن تتوافق عملية التوجيه بالشكل المطلوب نحو اختصاصات التقنية والاعلامية، مع كفاءات التلاميذ حتى لا تكون العملية مسقطة خشية السقوط في تداعيات غير محسوبة العواقب.