تونس الصباح يرغب السواد الأعظم من تلاميذ المعاهد الثانوية في تنويع الشعب الدراسية حتى تكون فرصهم في اختيار المسلك الدراسي الذي يناسب مؤهلاتهم أوفر.. وكانت هيكلة التعليم الثانوي التي تم إرساؤها منذ سنوات وعدت بتسع شعب لكنها لم تنجز.. وبمقتضاها تم تفريع مسلك الآداب إلى شعبتين وهما اللغات والعلوم الإنسانية والاجتماعية ومسلك العلوم إلى ثلاث شعب وهي الرياضيات والعلوم التجريبية والعلوم التقنية ومسلك تكنولوجيا الإعلامية إلى شعبتين وهما إعلامية الملتيميديا والإعلامية الصناعية ومسلك الاقتصاد والخدمات إلى شعبتين وهما الاقتصاد والتصرف وتجارة وأعمال. وكان الهدف من تلك الهيكلة «مراعاة رغبات التلاميذ وتمكينهم من فرص أوفر لاختيار مسلك دراسي يحبذونه ومواكبة تطور اختصاصات التعليم العالي والاستعداد للجامعة منذ مرحلة التعليم الثانوي وذلك من خلال تنويع الشعب وتجديد محتوياتها وتوفير أسباب نجاح التوجيه الجامعي.. إضافة إلى تكوين التلاميذ تكوينا يأخذ بعين الاعتبار تطور المعارف والتكنولوجيا الحديثة ويعدّهم لمهن المستقبل».. وبالاستفسار عن الأسباب التي حالت دون بعث الشعب الجديدة التي نصت عليها وثيقة هيكلة التعليم الثانوي اتصلت «الصباح» بوزارة التربية التي بيّنت أن المسألة تتعلق بتصور أولي قائم على إعادة هيكلة التعليم الثانوي من تعليم قائم على مرحلتين في كل واحدة منهما سنتين إلى تعليم قائم على ثلاث مراحل سنة أولى جذع مشترك وسنة ثانية يختار فيها التلميذ مسلكا من بين أربعة مسالك وهي الآداب والاقتصاد والخدمات والعلوم وتكنولوجيا الإعلامية ويمضي فيها التلميذ السنة الثانية.. وفي نهايتها ينتقل من مسلك إلى شعبة.. وأضافت المصادر نفسها أنه وفقا لهذا التصور الأولي فإن كل مسلك يؤدي إلى شعبتين على الأقل لكن بعد أن تم تقييمه بالنظر إلى واقع المؤسسة التربوية وأخذا بعين الاعتبار لاختصاص الأساتذة والتجهيزات المتوفرة فيها والفضاءات، إضافة إلى آفاق التشغيل لهذه الشعب تبين أن هذه المؤسسة التربوية غير قادرة على استيعاب تسع شعب.. لذلك تقرر تركيز ست شعب فقط ولعل الجديد فيها هو أن الإعلامية حظيت بشعبة مستقلة لوحدها وهو أمر لم يحدث من قبل في بلدان متقدمة.. كما تم بعث مسلك مواز يفضي إلى باكالوريا رياضة. رغبة في تكثيف الشعب يريد تلاميذ الثانوي توفير أكبر عدد ممكن من الشعب الدراسية وذلك ليسهل عليهم التوجيه، وحتى يتخصصوا في المواد التي يحبذونها أكثر من غيرها. وفي هذا الصدد يقول محمد أمين الغرابي تلميذ العلوم التجريبية إنه بقدر ما يقع تنويع الشعب الدراسية بقدر ما تكون الاستجابة إلى رغبات التلاميذ أكبر.. وعبّر الشاب عن رغبته الكبيرة في بعث شعب جديدة توفر لتلاميذ الثانوي فرصا أفضل في اختيار توجيه مناسب لهم. وذكر التلميذ محمد الطرابلسي الذي يتابع دراسته في السنة الثالثة آداب إنه يرغب في تقسيم شعبة الآداب إلى اختصاصين واحد يسلكه التلاميذ الذين يرغبون في التخصص في دراسة اللغات وآخر موجه للتلاميذ الذين يحبذون الأدب والترجمة والعلوم الإنسانية والاجتماعية. وبين التلميذ محمد ضياء الماكني أنه يمكن تقسيم شعبة العلوم التجريبية إلى شعبتين واحدة متخصصة في علوم الحياة وأخرى متخصصة في علوم الأرض. وذكر التلميذ محمد رؤوف بن عمر أنه يحّب كثيرا الرياضة ويرغب في تعميم شعبة الرياضة على جميع المعاهد الثانوية ليتمكن أكبر عدد ممكن من التلاميذ من اختيار هذه الشعبة ولتتساوى حظوظ الجميع في التوجه إلى هذا الاختصاص إن أرادوا ذلك. ومن جهته قال التلميذ كمال بوعطور إن تنويع الشعب الدراسية يمكن أن يساهم في الحد من الإخفاق المدرسي وذكر أنه يحبذ كثيرا العلوم الطبيعية ولايحب الرياضيات وأنه تم توجيهه إلى شعبة العلوم التجريبية ولكنه لاحظ أن الرياضيات في هذه الشعبة هي ضارب 3 كما أنه يدرس خمس ساعات أسبوعيا رياضيات و4 ساعات فقط علوم.. بينما قال محمد تلميذ الآداب إنه لاحظ أن هذا الاختصاص هو الحلقة الضعيفة في هيكلة التعليم الثانوي فكل تلميذ لم يوّفق في دراسة شعبة ما ورغب في إعادة التوجيه اتجه إلى شعبة الآداب اعتقادا أنها الأسهل.. وبين محمّد أنه يرغب في أن تتوفر بمعهده الثانوي خير الدين بأريانة وبجميع المعاهد الثانوية شعبا دراسية أخرى مثل الفنون والرياضة واللغات والعلوم الإنسانية.. وعن آفاق تكثيف الشعب العلمية بالمرحلة الثانوية استفسرت الصباح مصادر وزارة التربية واستفادت أنه بمقتضى القانون التوجيهي للتربية وتنفيذا لما ورد في باب عنوانه التقييم فإن المنظومة التربوية تخضع إلى تقييم دوري وحينما يكشف هذا التقييم ضرورة بعث شعب جديدة.. سيتم بعث هذه الشعب.